بيروت - زينة طبّارة
رأى مديــر المنتــدى الإقليمي للاستشارات والدراسات العميد الركن خالد حمادة ان الاستحقاق الرئاسي يدور في حلقة مفرغة نتيجة إصرار حزب الله على التمسك بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، في محاولة لإعادة استنساخ تجربة العماد ميشال عون الذي أمضى ولايته الرئاسية وهو يدور في فلك الحزب، ويمثل مصالحه، ويسيء الى علاقات لبنان العربية والدولية، ناهيك عما حققه من دمار شامل على المستويات كافة، مشيرا من جهة ثانية إلى ان ما يزيد في طين تعثر الانتخابات الرئاسية بلة، هو إصرار حزب الله على أن يكون فرنجية جزءا من تسوية إقليمية دولية، وهو ما يتنافى مع مقررات اللجنة الخماسية التي كانت واضحة في بيانها الأخير بإعطاء الأولوية لتطبيق الدستور اللبناني، وأهمها ما يتعلق بالسيادة، وبدور الجيش على كامل الأراضي اللبنانية، إضافة الى الإصلاحات الاقتصادية على المستويين المصرفي والإداري، وإنهاء حالة الفساد التي يرعاها حزب الله ومنظومته السياسية.
وعن ارتباط الاستحقاق الرئاسي بالتوازنات الإقليمية، لفت حمادة في تصريح لـ «الأنباء»، إلى ان هذا الارتباط شكل تعثرا إضافيا في انتخاب رئيس الجمهورية، وهو ما انتج المسار الفرنسي الذي تعتمده الرئاسة الفرنسية عبر مبعوثها الخاص جان ايف لودريان، وقال: «ندرك ان هناك تحولات كبيرة في المنطقة، ناهيك عن اللقاءات الناشطة إقليميا بما يوحي بوجود تحولات كبيرة في خريطة النفوذ الإقليمية، وأن الرئاسة اللبنانية لن تكون إلا جزءا من تسوية إقليمية برعاية دولية»، ما يعني من وجهة نظر حمادة ان الرئاسة في لبنان تقع وفقا للمشهدية الراهنة، بين مطرقة الصراع المحلي القائم بين وجهتي نظر لبنانيتين، وسندان خارطة النفوذ الإقليمية.
وأردف: «لا بد في الإطار عينه، من الأخذ بمعطى جديد، وهو اتهام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لإيران بعرقلة الانتخابات الرئاسية في لبنان وتهديد الاستقرار فيه، الأمر الذي ان دل على شيء، فعلى ان المسعى الفرنسي الذي كان يحاول التماهي إلى حد كبير مع تصلب حزب الله في ترشيح فرنجية وتسويقه خلافا لما توافقت عليه اللجنة الخماسية في الدوحة، قد تبدل جذريا، ومن المحتمل بالتالي ان يشكل متغيرا يطبع المرحلة المقبلة ببصماته، وهو ما قد يترجمه لاحقا ما يحمله لودريان في جعبته لدى عودته الى بيروت.
وفي سياق متصل، لفت حمادة إلى ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حاول خلال إطلالته الأخيرة، الدخول إلى ملف الأزمة الرئاسية من بوابة الحوار كإجراء لا بد منه من وجهة نظر ممانعة لإنهاء الشغور الرئاسي، علما ان السيد نصرالله بدا متوترا، أولا بسبب عدم تجاوب الأطراف الإقليمية والدولية مع ترشيحه لفرنجية، وثانيا بسبب عجزه بالرغم من ممارسة حزبه شتى أنواع الضغوطات، عن تسويق الحوار لدى الفريق السيادي الرافض لأي إجراء من خارج الآلية الدستورية لانتخاب الرئيس، ما يعني ان حزب الله أصبح اليوم خارج القدرة على ممارسة سياسة الفرض التي انتجت تسوية أوصلت العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وارتدت سلبا على اقتصاد لبنان واستقراره.