في سنة 1989 وقبل الغزو الغاشم بأشهر معدودة استدعيت للالتحاق بالخدمة العسكرية، فاتجهت لمعسكر التجنيد وتم توزيعنا على شكل فصائل ثم أرسلنا إلى مهاجعنا لوضع أغراضنا بجانب أسرتنا المخصصة لكل واحد منا، وفي اليوم الثاني بدأنا فعليا التدريبات التي كانت تقتصر على بعض الحركات العسكرية وحمل السلاح ثم التدريب على نوع السلاح وعملية تركيبه وتنظيفه وتسمية أجزائه وبعض التدريبات الرياضية.
تستمر هذه التدريبات لمدة تقارب الثلاثة أشهر وتسمى فترة الحجز، تتخللها بعض الإجازات المتقطعة نهاية كل أسبوع، ثم يتم فرز المتدربين إلى وحداتهم ليتموا مدة التجنيد التي تتراوح بين السنة والسنتين كإداريين أو البعض كحراس للمنشآت. لكني اعتقد أنه من الضروري أن تكون هناك استفادة أكبر من فترة التجنيد الالزامي بحيث يتعلم المجند، إلى جوار التدريب العسكري الجيد، أمورا أخرى تكون مصدر فائدة له وللمجتمع.
قرأت في إحدى الصحف كما شاهدت أيضا في بعض البرامج الوثائقية في إحدى دول شرق آسيا عن طرق تدريب المجندين بأسلوب حضاري متطور ينتهي بالمجند عند نهاية خدمته بفائدة للمجتمع وللدولة ويستفيد هو شخصيا من أساليب التدريب التي تعلمها خلال فترة تجنيده، وكان من أساسيات التدريب خلال فترة خدمة المجند هو التدريب على أهم الحرف والمهن في الحياة اليومية كالتدريب على الكهرباء وكيفية استخدام ادواتها، ثم التدريب على حرفة النجارة وصناعتها، كذلك الأدوات الصحية، وعمليات البناء وأصول العمل به، الحديد واللحيم، الديكور، الصبغ، أعمال الألمنيوم وغيرها الكثير من المهن التي لا نستغني عنها في جميع مناحي حياتنا.
يتم تدرب المجند نظريا ثم عمليا حتى يصبح متمكنا من اداء عمله في المهن التي يختارها أثناء فترة تجنيده وبعد انتهاء فترة خدمته العسكرية لينخرط بعدها في المجتمع عضوا فاعلا يفيد ويستفيد.
القصد.. التجنيد الإلزامي لا يعني الخدمة فقط بحمل السلاح والدفاع عن الوطن بل يعني أيضا الخدمة في تنمية الوطن والمجتمع بجميع المجالات التنموية علميا ومهنيا.
www.ahmadalkhateeb.blog.com