نعيش حاليا الأيام الأخيرة من إجازة الصيف التي يسافر فيها الكثير من الناس لمختلف دول العالم للسياحة والاستجمام والتعرف والاطلاع على ثقافات الشعوب، ومع نهاية العطلة الصيفية سيعود جميع الناس، وبالطبع سيكون لكل واحد منا انطباع عما شاهده هناك للعديد من الأمور، سواء كانت ايجابية أو سلبية، وسيقارن بينها وبين ما عندنا في الكويت.
طبيعي ان معظم الدول الأوروبية تتمتع بأجواء جميلة وتضاريس وجبال خضراء شاهقة مع نظافة الشوارع والالتزام بالانظمة، والأمر لا يقتصر على أوروبا، فهناك الدول الآسيوية ودول أميركا الجنوبية وأستراليا والعديد من الدول حتى العربية منها فيها الطبيعة الخلابة والطقس البارد والمعتدل، إلا اننا بالنهاية تفكيرنا ومشاعرنا متعلقة بوطننا الحبيب مهما شاهدنا ومهما تمتعنا الا أن قلوبنا تحنّ لبلدنا، لماذا وما الذي جعلنا نشعر بذلك؟ الأسباب طبعا كثيرة وأولها نعمة الأمن والأمان التي نعيشها في كل مكان نذهب اليه في بلدنا في الليل والنهار.
أما في هذه البلدان لا تستغرب اذا حدثت جريمة قتل أمامك أو سرقة في القطارات او الفنادق او في الأسواق، والأمر الآخر هو الأسعار هناك ومقارنتها عندنا، فإنك ستجد الفارق الكبير وربما المبالغ فيها كثيرا سواء في المطاعم او السوبر ماركت او تاكسي الأجرة وفي معظم احتياجاتك هناك ستجدها بمبالغ باهظة ومضحكة في الوقت نفسه لغرابتها والضريبة طبعا على كل شي تشتريه هناك.
كذلك في بعض البلدان اذا شعرت هناك بمرض او حدوث طارئ واحتجت ان تذهب لمستشفى فلن تجده قريبا منك وربما تحتاج ان تذهب عشرات الكيلومترات حتى تجد طبيبا يعالجك وستجلس ساعات عدة حتى يتم فحصك بعد إجراءات وطلبات طويلة ومعقدة ودفع مبالغ مالية طائلة، لذلك نرى الكثير من العائدين يتحلطمون ويتحسرون على سفرهم لبعض البلدان وما واجهوه هناك من ظروف صعبة ومن معاملات سيئة.
من أجل كل ذلك يجب علينا أن نحمد الله ونشكره على النعم التي لا تعد ولا تحصى التي نتمتع بها في بلدنا الذي مهما ذهبنها بعيدا او قريبا فلن نجد بلدا مثله يوفر لشعبه الحرية والكرامة وكل الخدمات الأمنية والصحية والتعليمية والسكنية والوظيفية.
نقول لجميع العائدين الحمد لله على السلامة ونور الوطن بأبنائه وأهله، وواجبنا الحفاظ عليه والالتفاف حول بعضنا البعض وعدم السماح لأي حاسد او حاقد بالنيل منه او الإساءة له او محاولة التفريق بيننا. حفظ الله الكويت من كل مكروه.
[email protected]