خديجة حمودة - ووكالات
شهدت قمة مجموعة العشرين (G20) الثامنة عشرة فعالياتها في نيودلهي في يومها الثاني والأخير العديد من القمم واللقاءات الثنائية بين قادة وزعماء المجموعة، حيث تم التباحث وتبادل وجهات النظر في القضايا الحيوية والملفات الدولية والإقليمية.
فقد اجتمع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونشرت قناة «الإخبارية» السعودية، مقطع فيديو لمصافحة الأمير محمد بن سلمان والرئيس أردوغان خلال مشاركتهما في أعمال قمة العشرين.
كما نشرت القناة لقطات لاجتماع الوفد السعودي برئاسة الأمير محمد بن سلمان والوفد التركي برئاسة أردوغان، حيث تم بحث تعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتركيا في جميع المجالات.
والتقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على هامش قمة العشرين أيضا نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية المستشار محمد فهمي بأن الرئيسين أكدا أهمية العمل من أجل دفع مسار العلاقات بين البلدين والبناء على التقدم الملموس في سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، كما أعربا عن الحرص على تعزيز التعاون الإقليمي كنهج إستراتيجي راسخ، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وبما يسهم في صون الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط.
وأضاف المتحدث الرئاسي أن اللقاء تناول تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن سبل تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين لتعزيز مجمل جوانب العلاقات الثنائية، بما يصب في صالح الدولتين والشعبين.
بدوره، قال مكتب الرئيس التركي في بيان إن الرئيسين أردوغان والسيسي ناقشا العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين، فضلا عن قضايا إقليمية وعالمية.
ونقل البيان عن أردوغان قوله للرئيس السيسي خلال لقائهما إن تعيين السفيرين في البلدين يمثل «حقبة جديدة» بين أنقرة والقاهرة.
كما قال أردوغان للسيسي إن تركيا تولي أهمية لإعادة إحياء التعاون مع مصر في مجالات الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية، بحسب البيان الرئاسي التركي.
واختتمت قمة مجموعة العشرين G20 الثامنة عشرة فعالياتها في نيودلهي أمس بتسليم الهند رئاسة القمة إلى البرازيل، فيما أشادت الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبية بالإعلان التوافقي الذي أحجم عن انتقاد موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، لكنه دعا الدول الأعضاء إلى تجنب استخدام القوة، وذلك في ترحيب مشترك نادر على الأقل منذ الحرب في أوكرانيا.
وطلب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من قادة المجموعة عقد اجتماع افتراضي في نوفمبر المقبل لمراجعة التقدم في السياسات المقترحة والأهداف المعلنة في القمة.
وقال مودي في بيان: «مسؤوليتنا هي النظر في الاقتراحات التي قدمت لنرى سبل تسريع التقدم بشأنها».
وجاء الإعلان التوافقي بمنزلة مفاجأة، ففي الأسابيع التي سبقت القمة تسببت وجهات النظر المتباينة بشدة بخصوص الحرب الروسية -الأوكرانية، في إثارة مخاوف بشأن خروج القمة عن مسارها، وطالب الغرب الدول الأعضاء بانتقاد موسكو بسبب الغزو، وردت موسكو بأنها ستعرقل أي قرار لا يخدم موقفها.
وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي تولى رئاسة الوفد الروسي، إن القمة كانت ناجحة للهند وكذلك للدول النامية.
وأضاف في مؤتمر صحافي في ختام أعمال القمة، أن موقف دول جنوب العالم ساعد على ضمان عدم طغيان الصراع الأوكراني على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحافيين، إن الإعلان الصادر عن القمة «يبلي بلاء حسنا في الدفاع عن المبدأ القائل انه لا يجوز للدول استخدام القوة للسعي للاستيلاء على أراض أو انتهاك سلامة أراضي دول أخرى وسيادتها أو استقلالها السياسي».
كما أشادت ألمانيا وبريطانيا أيضا بالقرار، لكن أوكرانيا قالت إنه «ليس شيئا يدعو للفخر».
لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن مجموعة العشرين، التي تأسست لحل القضايا الاقتصادية الدولية، ليست بالضرورة المكان الذي يتوقع منه أن يحرز تقدما ديبلوماسيا بشأن الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الإعلان التوافقي لا يمثل نصرا ديبلوماسيا لروسيا التي بدت في عزلة خلال القمة. كما اعتبر ماكرون أن النتائج المتعلقة بالمناخ التي توصلت إليها القمة كانت «غير كافية».