- 31.48 مليار دولار إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2022 بزيادة سنوية قدرها 42.3%
- علاقات الشراكة الإستراتيجية بين الصين والكويت تطورت بشكل مطرد وتغلبتا معاً على تحديات «كورونا»
أسامة دياب
أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد، تشانغ جيانوي ان الزيارة المرتقبة لسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد لحضور افتتاح دورة الألعاب الآسيوية تعتبر زيارة تاريخية ومهمة وستلعب دورا مهما جدا في دفع ودعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأضاف جيانوي - في مؤتمر صحافي عقده في مقر المركز الثقافي الصيني ظهر أمس بمناسبة الذكرى الخامسة لتأسيس العلاقات الاستراتيجية مع الكويت والذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة الحزام والطريق - «نقوم الآن بالترتيب والتنسيق مع الجهات المعنية في الكويت لإنجاح هذه الزيارة وتحقيق الاستفادة القصوى منها، لافتا إلى ان زيارة سمو ولي العهد الى الصين ستلقى استقبالا حارا من الجانب الصيني.
وفي معرض ردوده على أسئلة الصحافيين جدد تأكيده على ان الوساطة الصينية بين إيران والمملكة العربية السعودية كانت بطلب من البلدين وهذا دور إيجابي للصين منبثق من سياستها الخارجية الثابتة والتي تؤمن بالحوار والحلول السياسية للمشكلات والأزمات.
وردا على سؤال حول إمكانية لعب دور الوساطة في حقل الدرة، قال: «ندعو إلى السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المشتركة، لافتا إلى ان منطقة الشرق الأوسط تعد منطقة مهمة للعالم وندعو وندعم دول المنطقة لصناعة قراراتها وفق إرادتها المستقلة وأي وساطة من الصين تكون بحسب رغبات طالبيها، والصين ستستمر في هذا الصدد وستدعم أي مبادرات لتحقيق الأمن والاستقرار».
وأشار إلى أن دول المنطقة لديها القدرة والرغبة لحل هذه المشكلة، وذلك بالحل السياسي والتفاوض، مضيفا: «نعتقد ان دول المنطقة ستجد حلولا عادلة ومعقولة ودائمة لها»، لافتا إلى أن التعاون في قطاع السياحة بين الصين ودول الخليج يعد مجالا جديدا لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين.
وجدد جيانوي تأكيده على أن بلده لا تسعى لملء أي فراغ لأي دولة، فنحن نكرس جهودنا على تنمية أنفسنا وتحسين معيشة الشعب الصيني»، مضيفا: «جميع علاقاتنا مع دول العالم تهدف إلى تحقيق المنفعة المشتركة ونرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا نسعى وراء أي مصالح خاصة ونعتبر جميع الأطراف كشركاء لنا وسوف نوفر الفرص للدول الأخرى».
وأضاف: ليس لدينا نية او رغبة للمنافسة مع أطراف أخرى وأظن ان السياسة الخارجية الصينية مستقلة وحظيت بإقبال وتقدير الدول الأخرى خاصة العربية»، ونرفض الهيمنة وسياسة فرض الأمر الواقع والتهديد باستخدام القوة وندعو الى تحقيق الاستقرار وحل الأزمات وأي صراع عبر الحوار والتفاوض».
وفي مجمل الكلمة التي ألقاها خلال المؤتمر الصحافي، أكد جيانوي أن «الكويت هي أول دولة عربية خليجية أقامت علاقات ديبلوماسية مع الصين، وأول دولة عربية بادرت بتوقيع مذكرة تفاهم مع الصين بشأن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وفضلا عن أنها أكثر دولة عربية تقدم للصين القروض التفضيلية الحكومية»، مشيرا إلى أن مبادرة الحزام والطريق الصينية لعبت دورا في دعم التنمية في المجتمع الدولي.
وأوضح أن البعثة الديبلوماسية الكويتية في الصين تعتبر أكبر بعثة ديبلوماسية كويتية في الخارج، حيث يوجد لها سفارة و3 قنصليات، كما تعتبر الكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي أوفدت الحكومة الصينية لها فريق طبي صيني، فمنذ عام 1976 أرسلت الحكومة الصينية 23 دفعة من الفريق الطبي إلى الكويت، وكل هذه الأمور تلخص بشكل جيد عملية التنمية للعلاقات الصينية - الكويتية الودية، وتعكس أيضا أبرز معالم التعاون بين البلدين، فيمكن القول إن الكويت من أكثر الدول ودية للصين، وإن العلاقات الصينية - الكويتية هي في طليعة المنطقة وتعتبر نموذجا للتبادلات بين الدول».
وتابع: «لقد كانت التبادلات رفيعة المستوى دائما بمنزلة الدليل الإرشادي على تنمية العلاقات الصينية - الكويتية. وفي عام 2018، خلال زيارة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد للصين، أعلن القائدان عن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت. وفي السنوات الأخيرة، وتحت رعاية وتوجيهات من الرئيس شي جينبينغ وصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، تطورت علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت بشكل مطرد وتغلبتا معا على تحديات جائحة كورونا، وحقق التعاون الثنائي إنجازات مثمرة في كافة المجالات، وأصبحت الصداقة التقليدية بين البلدين متجذرة بشكل أعمق في قلوب الشعبين».
وأضاف: «وفي ديسمبر الماضي، التقى الرئيس شي مع سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد خلال القمة الصينية ـ العربية الأولى والقمة الصينية - الخليجية الأولى، مما أضاف زخما قويا لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والكويت وتوسيع التعاون والمنفعة المتبادلة».
وذكر تشانغ أن بلاده والكويت حافظتا على التواصل الوثيق ودعم بعضهما البعض في المحافل الدولية والإقليمية، حيث تعمل الصين دائما على تعميق التعاون العملي مع الكويت في مختلف المجالات، وتوثيق أواصر المصالح المشتركة باستمرار، وتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك للجانبين».
وأشار إلى أن «الكويت تتمتع بموقع جغرافي مميز، وقد طرحت في السنوات الأخيرة الرؤية 2035 والتي تسعى إلى تطوير اقتصاد متنوع ومستدام، وهو ما يتوافق بشكل كبير مع استراتيجية مبادرة الحزام والطريق».
أضاف: «تنظر الصين دائما إلى الكويت كشريك مثالي وطبيعي في البناء المشترك للحزام والطريق، إذ تتمتعان بتكامل اقتصادي قوي ومفاهيم تنموية متشابهة».
وأوضح أنه «منذ عام 2015، حافظت الصين باستمرار على مكانتها كأكبر شريك تجاري للكويت، حيث بلغ في عام 2022 إجمالي حجم التجارة الثنائية بين البلدين 31.48 مليار دولار أميركي، بزيادة سنوية قدرها 42.3%. وتعد الكويت سابع أكبر مصدر لواردات النفط الخام إلى الصين. وفي الوقت الحالي، تعمل نحو 60 شركة صينية في الكويت، وشاركت في أكثر من 80 مشروعا».
وإذ اعتبر أن «التعاون الصيني الكويتي يواصل إحراز تقدم جديد في مجالات الاستثمار والتمويل والرقمنة»، قال تشانغ أنه «رغم بعد المسافة بين الصين والكويت، تنتمي كلاهما إلى الحضارة الشرقية، ويحبان السلام في الشؤون الدولية والإقليمية، ويتقاسمان أفكار مماثلة وأصبحت التبادلات والتعاون بين الصين والكويت في المجالات الثقافة والشعبية والإنسانية أكثر تنوعا في السنوات الأخيرة، وبات العديد من الأصدقاء الكويتيين لديهم اهتمامات كثيرة باللغة والثقافة الصينية، وأعتقد أن المركز الثقافي الصيني سيصبح منصة مهمة لتعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والكويت ونافذة مهمة للأصدقاء الكويتيين لمعرفة الصين وفهمها».
وقال السفير الصيني: «مع تعافي العالم من جائحة كورونا تدريجيا، أصبحت التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والكويت أسهل، ستكون هناك 4 رحلات جوية مباشرة أسبوعيا من مدينة الكويت إلى قوانغتشو. ومنذ بداية العام الحالي، سافر عدد متزايد من الأصدقاء الكويتيين إلى الصين، حيث زاد عدد التأشيرات التي أصدرتها السفارة الصينية في الأشهر الـ 6 الأولى إلى 30 ضعفا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي».