أعلنت مديرية الحماية المدنية بولاية بجاية في الجزائر إخماد نحو 20 حريق غابات بعدة مناطق بالولاية خلال الـ24 ساعة.
وأشارت خلية الإعلام والاتصال التابعة للمديرية في بيان امس إلى أنه «تم السيطرة وإخماد ما يقارب 20 حريق غطاء نباتي بعدة مناطق في ولاية بجاية، فضلا عن حريق واحد في عش الباز ببلدية بجاية وحريق آخر بالمكان المسمى مهوي ببلدية تيشي الذي تم إخماده».
وأضافت أنه «سخرت كل الإمكانات لعدة متدخلين للحد من انتشار وتوسع رقعة هذه الحرائق، على غرار فرق التدخل للأرتال المتنقلة لكل من ولاية البويرة، سطيف وبرج بوعريريج».
وتابعت أن «الحريق متحكم فيه».
وقال مدير الحماية المدنية لولاية بجاية العقيد نور الدين فدي، للتلفزيون الجزائري إنه «تم إخلاء المناطق الآهلة بالسكان تفاديا لأي مخاطر»، مضيفا «نعمل رفقة الجيش الوطني الشعبي على مواجهة أي مخاطر قد تنجم عن هذا الحريق».
وفي 24 يوليو الماضي، أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية عن مقتل 34 شخصا بينهم 10 عسكريين في حرائق غابات نشبت في ولايات شمالية وشرقية من البلاد.
أما في ليبيا، فقد تضاءلت الآمال في العثور على أحياء في درنة شرقي البلاد بعد ستة أيام على فيضانات عنيفة اجتاحت المدينة وتسببت في مقتل آلاف الأشخاص، فيما تحذر منظمات إغاثية من تزايد انتشار الأمراض، وسط دعوات لتنسيق المساعدات.
وقال أحد مصوري وكالة فرانس برس إن المياه الجارفة الناجمة عن الإعصار «دانيال» خلفت وراءها مشهد دمار هائل على جانبي الوادي الذي يجتاز درنة، كما لو أن زلزالا قويا ضربها، فبدت بعض أجزاء المدينة أثرا بعد عين، فيما لم يتبق سوى أجزاء من مبانيها التي لم تجرفها المياه.
وفي بلدة البيضاء الكبيرة التي تقع على بعد 100 كيلومتر غرب درنة، بدأ السكان بتنظيف الطرق والمنازل من أكوام الطين التي خلفتها الفيضانات.
ووصفت مانويل كارتون المنسقة الطبية لفريق من منظمة «أطباء بلا حدود» الوضع في درنة بأنه «فوضوي» ويحول دون حسن سير عملية إحصاء الضحايا والتعرف على هوياتهم.
وشددت على «وصول أعداد كبيرة من المتطوعين من جميع أنحاء ليبيا وخارجها»، داعية إلى «إعطاء الأولوية لتنسيق المساعدات» وتوزيعها.
وفي سياق متصل، اعلنت السلطات الليبية أنه «اعتبارا من امس تم تطبيق إجراءات جديدة في منطقة الكارثة» التي سيتم إغلاقها أمام المدنيين والأجهزة الأمنية.
وقال أسامة حماد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب ومدعومة من الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر: «لن يتمكن من الوصول إلى درنة سوى فرق البحث والمحققين الليبيين والأجانب»، في اشارة الى إغلاق المدينة المنكوبة.
وأضاف خلال اجتماعه مع الوزراء والخبراء امس ان «هذه إحدى نتائج الخلافات والحروب والأموال التي ضاعت».
أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا حالة الطوارئ لمدة عام في كامل المناطق المتضررة جراء السيول والفيضانات شرق البلاد.
وقال مدير المركز التابع لحكومة الوحدة الوطنية حيدر السايح في بيان نشر عبر منصة «حكومتنا» الرسمية على فيسبوك إن هذا الإجراء «يأتي تحسبا لمنع تفشي أي مرض».
وأشار إلى «ارتفاع عدد حالات التسمم بمياه الشرب في درنة إلى 150 حالة على الأقل نتيجة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي».
ونبه إلى أن مياه الشرب في هذه المدينة غير صالحة للاستهلاك ويجب الاعتماد على مصادر أخرى.
بدورها، دعت الديبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز وهي ممثلة الأمم المتحدة السابقة في ليبيا، إلى تدخل دولي عاجل، وإنشاء «آلية مشتركة وطنية ودولية للإشراف على أموال» المساعدة، حاملة على الطبقة السياسية الليبية التي تميل إلى استخدام «حجة السيادة» لتوجيه عمليات المساعدة «بحسب مصالحها».
من جهته، قال الناطق باسم المشير حفتر أحمد المسماري في مؤتمر صحافي في مدينة بنغازي الكبيرة في شرق ليبيا إن حاجات الإعمار هائلة.
في هذه الأثناء، وصلت مطار بنغازي، العديد من طائرات الاغاثة الدولية التي تحمل أطنانا من المساعدات.
أما على صعيد زلزال المغرب، فقد حذر معهد الجيوفيزياء الوطني في المغرب بعد اسبوع من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، من أن خطر حصول انهيارات جديدة مستمر فيما ارتفعت اعداد الضحايا إلى اكثر من 5000 قتيل وما يفوق 5674 مصابا.
وقال مدير معهد الجيوفيزياء الوطني ناصر جبور في تصريح لقناة «العربية/ الحدث» الاخبارية امس إن «خطر الانهيارات الصخرية مستمر»، ما يعرقل وصول المساعدات أيضا إلى بعض المناطق الجبلية.
وأكد جبور حصول مئات الانزلاقات في التربة لاسيما في القرى المنكوبة بإقليم الحوز، مركز الزلزال، وجبال الأطلس المرتفعة.
ولفت إلى أن بعض الطرق فتحت ومن ثم أغلقت بسبب الانهيارات الصخرية جراء الهزات الارتدادية.
وأشار الى أن هذا الخطر ربما يدوم طويلا، لأن الصخور في تلك المرتفعات لم تعد صامدة وثابتة بسبب الهزات والزلزال أيضا.
أما فيما يتعلق بعمليات إعادة الترميم والأعمال، والتي من المتوقع أن تنطلق قريبا، فأوضح أن المعهد نصح بتغيير بعض مواقع المنازل في المناطق الجبلية المهددة جراء تلك الانهيارات.
ولفت إلى وجوب إبعاد تلك المنازل في المستقبل عن الأماكن المحتملة لحصول سيول وفيضانات أو ما شابه.
ويتميز إقليم الحوز بقرى نائية، ومنازل تراثية قديمة بنيت من الطين والخشب لكي تحفظ البرودة صيفا والحرارة شتاء.
كما تعتبر العديد من طرقات الإقليم لاسيما في المرتفعات ترابية وضيقة تحيطها الصخور والوديان من الجانبين.