أعلنت وزارة الصحة الليبية تقسيم مدينة درنة التي ضربها الاعصار «دانيال» قبل أكثر من اسبوع موقعا آلاف الضحايا، إلى 3 مناطق حسب حجم الضرر الذي لحق بكل منطقة، في وقت تواترت فيه التقارير عن إخلاء محتمل للمدينة المنكوبة. وقال رئيس غرفة عمليات طوارئ صحة المجتمع التابعة لوزارة الصحة جبريل عبد السلام في مؤتمر صحافي امس إنه تم تقسيم مدينة درنة إلى 3 مناطق، الأولى: هي المنطقة المتضررة ولا يمكن العيش فيها، ويجب أن تخلى من السكان، عدا فرق الإنقاذ والإسعاف، والمنطقة الثانية: وهي المنطقة الهشة التي غمرتها المياه، ولكن العيش فيها يشكل خطورة على الأفراد، اما المنطقة الثالثة: فهي القابلة للعيش فيها.
في سياق متصل، تحدث المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب طارق الخراز عن «خطة لعزل المناطق الأكثر تضررا في درنة».
وقال الخراز، في تصريح لـ «الأناضول»، ان تعليمات عليا صدرت بشأن ذلك للسيطرة على أي كارثة بيئية يمكن أن تحدث.
بدوره، قال الهلال الأحمر الليبي إن إخلاء مدينة درنة يبقى «خيارا واردا» ويعتمد ذلك على الوضع الصحي فيها بعد إعلان حالة الطوارئ لمدة عام في المناطق المتضررة جراء السيول والفيضانات تحسبا لمنع تفشي أي مرض.
من جهته، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من مخاطر تحدق بسدين آخرين شرقي ليبيا بعد أن ورد أنهما يتحملان كميات هائلة من الضغط المائي عقب إعصار «دانيال».
وذكر المكتب الأممي أن السدين المعنيين هما: سد وادي جازة الواقع بين مدينتي درنة وبنغازي، وسد وادي القطارة قرب بنغازي.
في المقابل، قالت السلطات الليبية إن كلا السدين في حالة جيدة، مؤكدة انه يجري تركيب مضخات في سد جازة لتخفيف الضغط عليه.
في هذه الأثناء، كثف الهلال الأحمر الليبي جهوده لتجميع المواد الطبية والغذائية لتلبية احتياجات مدينة درنة وبقية المناطق التي اجتاحتها السيول، كما أرسلت المنظمة فرقا إغاثية لدعم جهود الإنقاذ والبحث عن الجثث وإسعاف الجرحى.
من جانبه، قال مدير إدارة الدفاع المدني والإنقاذ في ليبيا اللواء الطيب بلوط في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية إن السيول جرفت كثيرا من المباني والسيارات إلى مسافة 3 كيلومترات داخل البحر.
وقد باشرت شركات عدة عملية رش مدينة درنة بمواد للتعقيم والوقاية من مخاطر انتشار الأوبئة نتيجة تحلل بعض الجثث التي لم يتم انتشالها بعد.
وشرعت فرق متطوعة في منطقة مرتوبة (شرقي مدينة درنة) في تغطية قبور ضحايا السيول بالخرسانة خوفا من انتشار الأوبئة.
أما على على صعيد زلزال «الحوز» في المغرب، فقد واصلت فرق الإنقاذ، لليوم الـ 11 على التوالي عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض في المناطق المتضررة من الزلزال المدمر، بينما أعلنت السلطات استئناف الدراسة بدءا من امس في المناطق الأكثر تضررا.
وتم تنظيم قوافل طبية للمتضررين من الزلزال، التي أضيفت إلى المستشفيات العسكرية التي نظمها الجيش منذ أيام.
وواصلت القوات المسلحة الملكية توزيع الخيام بعدد من المناطق المتضررة، من بينها: إقليم تارودانت، فيما تتواصل عملية إحصاء المنازل المنهارة أو المتضررة، بهدف منح أصحابها تمويلات لإعادة بنائها بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي.
كذلك أعلنت السلطات المغربية مواصلة عمليات فتح الطرق الجبلية المؤدية إلى القرى النائية المتضررة من الزلزال بالتزامن مع بدء تفعيل البرنامج الحكومي الطارئ لإيواء من فقدوا منازلهم.
في غضون ذلك، قالت وزارة التعليم المغربية، إن الدراسة استؤنفت بشكل تدريجي ابتداء من امس في المناطق الأكثر تضررا من زلزال الحوز.
ونصبت وزارة التعليم 150 خيمة، وجهزتها بالمعدات التربوية والتدريبية اللازمة والألواح الشمسية، لاستخدامها كمدارس. وقالت الوزارة إن الاستئناف التدريجي للعملية التعليمية سيكون عبر 3 أنماط، هي: الدراسة في الخيام، والدراسة في الوحدات المتنقلة، بالإضافة إلى نقل المؤسسات التعليمية بتلاميذها وكوادرها من المناطق المتضررة إلى مناطق أخرى آمنة. ونقل 789 تلميذا من المؤسسات التعليمية التي تضررت بشكل كبير من الزلزال في إقليم الحوز إلى مدارس مدينة مراكش القريبة منه.