بقلم: كمال كبشة
يقول الحق في محكم التنزيل (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه).
في الوقت الذي تقف فيه مصر على أعتاب انتخابات رئاسية مفصلية هي الأخطر في تاريخ مصر الحديث.
مصارحة ومكاشفة الشعب بالحقائق هي أكبر أمانة يتحلى بها الرمز الوطني الرئيس المخلص عبدالفتاح السيسي، والذي منذ أن تحمل المسؤولية وبعقيدة العسكرية وضع حياته فداء للوطن ومضى بخط مستقيم لم ينحن رغم جسامة المسؤولية.. فكل خطوة يترجلها يصارح الشعب ويتحدث بصدق وأمانة إلى أبنائه كي يكون الجميع شريكا في المسؤولية والقرار وعلى دراية باتجاه بوصلة الدولة.
الشعب المصري واع وفطن لما يحاك حوله من محاولة خلط الأوراق والانقضاض مرة أخرى على مقاليد الحكم، لكن عبر تغيير الوجوه.
فرغم التحديات الاقتصادية الصعبة التي ليست استثناء أو حكرا على مصر فقط، بل كل العالم يعاني من أزمات ومشاكل مالية واقتصادية، ودول عظمى ديونها وصلت لأعلى مستوى في تاريخها وطبعت أوراق نقد على المكشوف.
الكلام سهل، وهناك ملوك في التنظير وتزيين الوعود البراقة.. في المقابل هناك إنجازات على أرض الواقع تتحدث يتلمسها القاصي والداني.
فعندما تتسلم هيكل دولة بلا أي بنية تحتية وتحول هذا الركام والحطام والعشوائيات إلى مدن جديدة والحرب على أخطر مرض حصد ملايين المصريين وهو فيروس «سي» الكبدي الوبائي، فحتما نحن في يد أمينة مخلصة ليس لها أي مطامع أو تكتلات أو أحزاب سياسية، فمصر هي حزبه الكبير وهي الوطن والولاء لها إلى الأبد.
اختيار الشعب في هذه المرة سيكون اختيار المصير والبقاء أو العودة لنقطة الصفر ومشروع اللا دولة وإحلال الفوضى وتمكين المتربصين من أعداء الوطن من مفاصل البلاد ومصالح العباد.
الرهان هذه المرة على وعي الشعب الأصيل الذي يفرز الغث من السمين، ويميز بين الطيب والخبيث، بين اللاهثين وراء المصالح الضيقة والباحثين عن رفعة مصر واستكمال مسيرة البناء التي لم تتوقف رغم كل التحديات والظروف، فالمشاريع مستمرة بلا توقف في مشهد إعجازي يحير الأعداء.
كيف للبلد ان تحارب خونة في الداخل وأعداء في الخارج وانفجار سكاني وأزمة كورونا واضطراب عالمي في سلاسل الإمداد وتبني آلاف المصانع وتشيد مئات الجامعات وتستوعب ملايين الضيوف من الأشقاء العرب في مشهد يصعب على أي دولة استيعابه.
انها مصر يا سادة التي حباها الله بذكر طيب في كتابه الحكيم فقال (اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم)، وقال تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
انتخبوا لأجل الوطن وحكموا ضمائركم ولا تغرنكم الشعارات البراقة والأقلام المسمومة والدسائس الهدامة.
ضعوا مصير الأبناء والأحفاد والأجيال أمامكم.
دمتم بود وعلى الخير نلتقى.