بيروت - عمر حبنجر
الأفق الرئاسي اللبناني مازال مسدودا، أصحاب المبادرات الخارجية ناشطون في بيروت، لكن لا تقدم يذكر. الاستطلاعات القطرية مستمرة، لكن لا جديد، كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والحراك الفرنسي معلق على جدار عودة الموفد الرئاسي جان ايف لودريان إلى بيروت.
الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني يواصل حراكه وكان على جدول جولته الثامنة على الزعماء السياسيين لقاء رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ثم رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لاستطلاع الآراء بعد لقائه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعلن، في احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مساء أمس الأول، انه لا جديد في الملف الرئاسي، وأن هناك وساطة حول ترسيم الحدود، ويربطون ذلك بالملف الرئاسي أو حتى بالمفاوضات الأميركية - الإيرانية وأن الوفد القطري مازال يبذل جهودا يومية للوصول الى نتيجة ما، ولكن «لا يوجد جديد لنحدثكم عنه او نبشركم به».
وعليه رد رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل بالقول: «سمعنا كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وأبواق حزب الله لذلك نوضح حقيقة الوضع: الأساس أن الحزب يخطف الاستحقاق الرئاسي وينتظر أن يقبض الثمن ليفرج عنه».
وفي مؤتمر صحافي بعد استقبال السفيرين القطري والمصري اعتبر الجميل أنه «من الواضح أن حزب الله يرفض ملاقاة اللبنانيين على منتصف الطريق، فنحن أولا سحبنا مرشحنا ميشال معوض ورشحنا جهاد أزعور كبادرة حسن نية لإنهاء الشغور الرئاسي أما «الحزب» فلم يقم بأي خطوة تجاه انتخاب رئيس».
ورأى الجميل أنه «إذا كان حزب الله حريصا على البلد كما يدعي فليسحب مرشحه (سليمان فرنجية) وليقترح مرشحا آخر، عندها إما نختار بين الاثنين أو نذهب إلى خيار ثالث رئاسيا».
وفي الأثناء، رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يسعى إلى تجاوز أزمة المرحلة التي تلت انتهاء عهد الرئيس السابق ميشال عون، إذ ان كل التوقعات كانت تشير إلى ان «التيار» سيتعرض لانتكاسة سياسية تكاد تضعه على هامش الحياة العامة بعد خروج عون من قصر بعبدا، لكن هذا الأمر لم يحصل، واستطاع باسيل، لأسباب كثيرة، معظمها خارج عن إرادته، الاحتفاظ بدور جدي لا يمكن تجاوزه، وهذا ما يحاول البناء عليه.
من جهته، رأى النائب ملحم خلف، في تصريح أدلى به في المجلس النيابي، انه «في اليوم 258 على وقفتنا.. هناك إجماع بين النواب على اننا نشهد على انهيار الدولة، فالمؤسسات تتحلل الواحدة تلو الأخرى».
ولفت بالقول «هناك إجماع في تحديد أولوية الأولويات وهي إعادة انتظام الحياة العامة، وفي اعتبار ان المدخل الى انتظام الحياة العامة هو في انتخاب رئيس للبلاد. هناك أيضا إجماع انما قد نكون في حالة إنكار حين علينا ان نعالج هذا الأمر».
واقترح خلف «الذهاب فورا إلى انتخاب رئيس إنقاذ للبلاد في جلسة واحدة في دورات متتالية لا يختم محضرها إلا بإعلان انتخاب رئيس للجمهورية، على غرار ما جرى يوم انتخاب رئيس الجمهورية السابق الرئيس ميشال عون».
اقتصاديا وماليا، الوضع نحو المزيد من التأزم ويبدو أن أموال السحب الخاصة لم تعد تكفي، إلا لتمويل الأدوية المستعصية لمدة شهرين فقط، وقد تحول الملف إلى سجال بين الحكومة ولجنة المال النيابية.
وفي هذا السياق، بحث الرئيس بري مع وزير الصحة فراس الأبيض الأوضاع العامة وشؤونا متصلة بالقطاع الصحي والاستشفائي، وذلك في لقاء جمعهما في عين التينة.
وبعد اللقاء تحدث الوزير فراس الأبيض، حيث أشار إلى أنه تم بحث الأمور التي تعنى بالقطاع الصحي في لبنان و«كان طبعا الموضوع الأساسي في الكلام موضوع التمويل، وموضوع موازنة وزارة الصحة التي هي جزء من موازنة 2023 والتي تحولت إلى مجلس النواب، والذي يهمنا نحن كوزارة صحة دائما هو الحفاظ على هذه الموازنة وتعزيزها حتى نتمكن من القيام بواجباتنا تجاه المواطنين».