مع انتشار حشرة «بق» الفراش ووصولها إلى خارج القارة الأوروبية في المغرب والجزائر وتونس، بعد انتشارها في الجمهورية الفرنسية وصولا إلى اسبانيا وبريطانيا أصبح الموضوع يلقى استفسارات إعلامية وحاجة للسؤال، لذلك تواصلت مع الزميل والصديق د.فايز الذربان وهو طبيب «متخصص في الوبائيات والصحة العامة» من جامعة ليفربول البريطانية University of Liverpool.
ذكر الذربان التالي: «ان حشرة بق الفراش ليس لها علاقة بـ «القمل» أو حشرة «القرادة» فهي حشرة منفصلة ونوع مختلف يمكن مشاهدتها بالعين المجردة وحجمها يقارب «حبة العدس» ومشكلتها ان «الأنثى» يتم تلقيحها مرة واحدة «فقط» كل شهرين تقريبا وعند ذلك يأخذ التبويض المستمر المتواصل مجراه الى نهاية تلك الفترة، بدون الحاجة الى تلقيح متكرر آخر».
إن علينا أن نعرف أن حشرة البق «الأنثى» تبيض في معدل يصل الى قرابة الأربعمائة بيضة، ومنها يصبح هناك INFESTATION (أي انتشار) في المنزل إذا لم يتم تدارك الأمر، طبعا هذه الحشرة ليس لها ارتباط مع نظافة «الفرد» الشخصية، أو في مستوى غناه أو فقره، أو من أي طبقة اجتماعية ينتمي؟
كيف نعرف وجود هذه الحشرة؟ مثلا: في غرف الفنادق علينا أن نشاهد «أغطية السرير» وما هو أسفلها ونراقب وجود أي نقط سوداء فيها قد تكون دلالة على وجود تلك الحشرة وننصح بتغيير الغرف لأن من طبيعة هذه الحشرة أنها «ماصة للدماء»، فعندما تعض هذه الحشرة الإنسان، فهذه النقط السوداء عبارة عن إفرازات حشرية دموية.
ومن طبيعتها هو تعلقها في الملابس وتواجدها على الأقمشة من شخص عنده إصابة في منزله، وهو قد ينتقل للبشر من خلال أقمشة مقاعد الجلوس في وسائل النقل العام، أو عن طريق غرف الفنادق التي ليس فيها اهتمام «حرفي» في النظافة والترتيب، وأيضا يتم انتقالها بين حقائب السفر داخل الطائرات.
وهذه مشكلة لأن من طبيعتها كذلك أنها تستحمل الجوع وغياب غذائها الدموي لأكثر من ستة أشهر وهي تعيش في الحرارة العالية وأيضا في البرودة المنخفضة، لذلك هناك صعوبة في القضاء عليها، بدون عملية «الرش الكيميائي للمبيدات الحشرية» لأكثر من مرة من قبل «أشخاص حرفيين».
إن أحد أسباب انتشارها أوروبيا جاء لأسباب علمية وواقعية، لأن دورة حياة هذه الحشرة وشكلها ونمطها تتجدد كل بضعة عقود في نوع مختلف، حيث انتشرت في السابق في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، ومن ثم اختفت فجأة أو «قلت» لمدة عقود.
من أحد اهم العوامل لانتشارها أوروبيا هو وجود ظاهرة المهاجرين، حيث دخولهم المتواصل المستمر من كل بقاع الدنيا، حيث هناك من ليس لديه «ثقافة صحية»، وأيضا مع غياب نظام صحي حكومي ذي كفاءة وإهمال دور الصحة العامة الوقائي، وانتشار استخدامهم لوسائل النقل العامة وأيضا ظروف سكنهم البائسة والتكدس البشري، فما ترتب على كل ذلك «علميا» ومنطقيا هو هذه الأمور الوبائية كـ «محصلة» وكـ «نتيجة».
وأشار د.فايز الذربان الى أنها لا تنشر أي أمراض، فهي ليست كـ «حشرة البعوض» التي تنقل الملاريا، فحشرة «بق الفراش» هي حشرة ماصة لدم البشر، من دون نقل أمراض من شخص لآخر.
وأيضا ذكر نقطة مهمة: «ان هذه الحشرة قد تصيب أي موقع جغرافي، فلا داعي للامتناع عن السفر، ولكن في نفس الوقت من الواجب أخذ الحيطة والحذر، لأن الإصابة قد تحدث في مواقع انتشار الحشرة أو أي مكان آخر».