تكثفت الجهود الدولية الداعية لتهدئة الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، حيث دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك امس، إلى ضرورة انتظام الخدمات والمساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان غزة.
وذكرت الرئاسة المصرية، في بيان، أن الاتصال تناول التصعيد العسكري في قطاع غزة ومحيطه.
وبحسب الرئاسة توافق السيسي وسوناك على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود الرامية إلى خفض التوتر وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومنع تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية.
وأكد السيسي أن مصر تواصل جهودها للدفع نحو انتهاج مسار التهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس للحيلولة دون الانزلاق في مسار دموي سيدفع ثمنه المزيد من الأبرياء وستمتد تبعاته للمنطقة برمتها. وأشار إلى أهمية الدفع نحو التعامل مع الأسباب الجذرية للأزمة، والسعي إزاء إيجاد الأفق السياسي الملائم للوصول إلى حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية وفقا للمرجعيات الدولية المعتمدة.
في السياق، عقد أمير قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والمستشار الألماني أولاف شولتس، جلسة مباحثات رسمية بمقر المستشارية في العاصمة برلين.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، في بيان، أنه جرى خلال الجلسة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومناقشة آفاق تطويرها والارتقاء بها في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي خاصة ما يتعلق بتطورات الأوضاع على الأراضي الفلسطينية وتداعيات الوضع الإنساني هناك.
وأكد أمير قطر على أهمية بذل الجهود في خفض التصعيد وتجنيب المدنيين تبعات القتال، وفتح الممرات الآمنة في غزة للإغاثة والجهود الإنسانية، وضمان عدم اتساع رقعة العنف إقليميا، والموقف القطري الثابت حول إدانة استهداف المدنيين.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، امس، إن الولايات المتحدة تعمل على ضمان تقديم المزيد من الدعم لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس، وكذلك تعمل مع إسرائيل لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل حماس.
وأضاف بلينكن، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، أن البيت الأبيض يعمل مع الكونغرس «لضمان مزيد من الدعم لإسرائيل في حربها ضد حماس»، مشيرا إلى أن «هنالك تأييدا كبيرا بين أعضائه لهذا الدعم». وكشف بلينكن أن عدد الأميركيين الذين قضوا في هجمات حماس بلغ 25 شخصا، مشددا على أهمية اتخاذ «كل الاحتياطات لمنع سقوط مزيد من الضحايا».
وأكد وزير الخارجية الاميركي أن الولايات المتحدة تعمل «بشكل وثيق مع إسرائيل لضمان إطلاق سراح من احتجزتهم حماس كرهائن». وعند وصوله الى اسرائيل قال إنه لم يأت لإسرائيل كوزير لخارجية الولايات المتحدة فقط ولكن كيهودي فر جده من القتل.
بدوره، قال نتنياهو إنه «يتعين التعامل مع حماس تماما كما جرى التعامل مع تنظيم داعش»، وأضاف «ننتظر أياما صعبة ولكن سنسحق حماس كما تم سحق داعش».
الى ذلك، ندد عشرات من خبراء الأمم المتحدة المستقلين امس بهجوم حركة حماس على إسرائيل وبالرد الاسرائيلي الذي اعتبروه بمنزلة «عقاب جماعي» على قطاع غزة.
وأدان خبراء حقوق الإنسان المكلفين من الأمم المتحدة غير أنهم لا يتكلمون باسم المنظمة الدولية، في بيان «بشدة أيضا بهجمات إسرائيل العسكرية العشوائية على سكان غزة الفلسطينيين المنهكين بالأساس»، مشيرين إلى أن القطاع يعد «أكثر من 2.3 مليون نسمة حوالى نصفهم أطفال».
كذلك ندد الخبراء بقطع إسرائيل الإمدادات عن غزة ولاسيما المياه والكهرباء والأدوية والمواد الغذائية.
ولفتوا إلى أن «مثل هذه الأعمال ستسرع أزمة إنسانية خطيرة في غزة حيث يواجه السكان حاليا خطرا محتوما بالموت من الجوع»، مؤكدين أن «المجاعة المتعمدة جريمة بحق الإنسانية».
وطالبوا بوقف الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي وبالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن وإيصال مساعدات إنسانية كافية والتعامل مع القتلى بصورة لائقة.
كما أكدوا في البيان المشترك «ندين بشدة بالهجوم الذي شنته حركة حماس وعمليات القتل واحتجاز الرهائن المتعمدة والمعممة لمدنيين أبرياء، ولاسيما منهم المسنون والأطفال».
وقالوا «لا شيء يبرر العنف الذي يستهدف مدنيين أبرياء من دون تمييز، سواء من قبل حماس أو من قبل القوات الإسرائيلية. هذا محظور تماما بموجب القانون الدولي ويشكل جريمة حرب».