ترويج الشائعات
حكم مروّج الشائعات عبر وسائل التواصل وبث الرعب والخوف في نفوس المسلمين.
٭ نهت الشريعة الإسلامية عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة اذا كانت الشائعة فيها ترهيب وتخويف وفيها رعب لعامة الناس، وقد نهى الإسلام عن القيل والقال، كما في الحديث: «إن الله ينهاكم عن قيل وقال وكثرة السؤال» رواه مسلم، وأيضا نهى عن التخمين وسوء الظن كما قال سبحانه: (قتل الخراصون) (الذاريات: 10)، ونهى عن عدم التثبت والمسارعة الى نقل الأخبار دون تمحيص، قال سبحانه: (إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) (النجم: 28)، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلم عن نقل كل ما يسمع ولا يخليه من مسؤولية، ففي الحديث: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» رواه مسلم. أما عقوبة مروج الشائعات حتى يصبح خلقا من أخلاقه ومسلكا في حياته، فقد أعد الله تعالى له ولأمثاله عقوبة أليمة، كما جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا الشهير في صحيح البخاري: «فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه الى قفاه، ومنخره الى قفاه، وعينه الى قفاه، ثم يتحول الى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى، قال: قلت سبحان الله ما هذا؟ فقالت له الملائكة: «إنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق»، بل إن على مروجي الشائعات وناقلي الأخبار دون تثبت أن يدركوا خطر ما يرتكبون، وأن يعلموا أنهم مسؤولون بين يدي الله تعالى على ما يفعلون، فإن الكلمة مسؤولية يحاسبون عليها أمام الله تعالى وأمام الناس أجمعين.