اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الولايات المتحدة الأميركية بأنها «تعمل ضد تركيا»، وتدعم التنظيمات الإرهابية، رغم «التحالف والشراكة الاستراتيجية» بين البلدين.
وتعليقا على إعلان البيت الأبيض تمديد «حالة الطوارئ الوطنية» بشأن سورية، قال اردوغان، في كلمة له أمام منتدى تركيا وأفريقيا الاقتصادي في إسطنبول الجمعة، إن «الأنشطة التي تقوم بها الولايات المتحدة مع أذرع حزب العمال الكردستاني بسورية تشكل تهديدا كبيرا للأمن القومي التركي»، في اشارة الى دعم واشنطن لقوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد وتعتبرها أنقرة بأنها امتداد لحزب العمال «بي كي كي».
وأضاف أردوغان أن القوات الأميركية أسقطت طائرة مسيرة تركية شمال شرقي سورية، متسائلا: «ألسنا حلفاء مع أميركا في الناتو، فكيف يمكنهم أن يفعلوا هذا الشيء؟».
واعتبر الرئيس التركي أن بين تركيا والولايات المتحدة «مشكلة أمنية»، مضيفا أن بيان الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أدلى به الخميس الماضي حول سورية: «لا يتعارض فقط مع روح التحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لكنه يشجع أيضا المنظمات الإرهابية التي تحاول تقسيم سورية» ملمحا إلى الإدارة الذاتية التي اعلنها الاكراد في شمال شرق سورية وتمثلها «قسد» عسكريا.
وشدد أردوغان على عزم بلاده «القضاء على التهديد الإرهابي الذي يواجهه في منبعه، بغض النظر عمن يقف وراء المنظمة الإرهابية»، مشيرا إلى أن تركيا «الحليف الوحيد في الناتو الذي حارب تنظيم داعش ودفع من أرواح قواته».
وأكد الرئيس التركي أن «التنظيمات الإرهابية التي تعمل على تقسيم سورية تستقوي بالولايات المتحدة»، مبينا «سنترك الممثلين المسرحيين بمفردهم مع سيناريوهاتهم الخاصة وسنواصل اتخاذ الخطوات التي يتطلبها أمننا القومي».
وكان البيت الأبيض أعلن الخميس أن الرئيس جو بايدن، أرسل إخطارين إلى رئيس مجلس النواب المؤقت ورئيس مجلس الشيوخ بشأن استمرار حالة الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بالوضع في سورية.
وقال بيان للبيت الأبيض إن «الوضع في سورية وفيما يتعلق بها، ولاسيما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري في شمال شرقي سورية، يقوض الحملة الرامية إلى هزيمة تنظيم الدولة في العراق وسورية، ويقوض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، ولاتزال الإجراءات تمثل تهديدا غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة».
وتدين تركيا تجديد الولايات المتحدة الأميركية لمرسوم «حالة الطوارئ الوطنية» حول سورية، والمتعلق بعملية «نبع السلام» العسكرية، التي نفذتها أنقرة في شمال سورية، قبل نحو 4 سنوات.