استنفرت فرنسا أمنيا تحسبا لأية اعتداءات، بعد مقتل مدرس للغة الفرنسية طعنا بسكين أمام مدرسة ثانوية في أراس بشمال البلاد، على يد شاب مدرج على قائمة الأجهزة الأمنية للتطرف، وهو عمل وصفه الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه «إرهاب».
وأعلن قصر الإليزيه غداة هذا الهجوم أنه سيتم نشر ما يصل إلى سبعة آلاف جندي من قوة «سانتينيل» (لمكافحة الإرهاب) «حتى إشعار آخر».
وأكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن هجوم «أراس» وقع في «أجواء سلبية للغاية» بسبب الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس، مؤكدا أن هناك «صلة بين ما حدث بلا شك في الشرق الأوسط وما قام به» المهاجم.
وأشار دارمانان إلى أن المهاجم محمد موغوشكوف، البالغ من العمر حوالي عشرين عاما، كان تحت المراقبة، واعتقلته المديرية العامة للأمن العام في اليوم السابق للحادث «للتحقق ما إذا كان يملك سلاحا» و«للتحقق من هاتفه والرسائل المشفرة بشكل خاص».
والمهاجم، بحسب الإدارة الفرنسية، مولود في جمهورية إنغوشيا الروسية ووصل إلى فرنسا عام 2008، وهو يحمل الجنسية الروسية بحسب مصدر في الشرطة.
وتم ترحيل والده، المدرج ايضا على قوائم التطرف لدى الأجهزة الأمنية الفرنسية، في عام 2018، وفقا لدارمانان، لكنه لم يرحل لأنه دخل فرنسا قبل بلوغه سن الـ 13 عاما.
وقررت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن رفع مستوى حالة التأهب إلى مستوى «الهجوم الطارئ»، وهو أعلى مستوى في هذا النظام الأمني، والذي يسمح بتعبئة الموارد بشكل استثنائي، حسبما أشار مكتبها.
وقرر مدير مجمع مدارس غامبيتا، وسط مدينة أراس، إعادة فتح المؤسسة التعليمية السبت أمام الطلاب والمعلمين «الذين يرغبون» بمواصلة دروسهم، بحسب الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي زار الموقع.
وأمام المدرسة الثانوية المكلومة، تجمع الطلاب وهم مازالوا في حالة صدمة.
وقالت كاميل (17 عاما) التي شهدت الهجوم «من الأفضل ترك المدرسة الثانوية مفتوحة، حتى يتمكن الجميع من القدوم والتحدث والحداد»، مشيرة الى انه بهذه الطريقة يمكن إظهار واجب «مقاومة الإرهاب».
من جهته، أعلن وزير التربية غابرييل أتال عن نشر ألف عنصر أمني في المدارس التي تقرر فتح 500 منها في مختلف أنحاء فرنسا.
وقال مصدر بالشرطة إنه تم اعتقال عشرة أشخاص على الأقل، من بينهم المهاجم واثنان من إخوته. وأضاف إن أحدهم موقوف لإدانته بالمشاركة في التخطيط للهجوم.
وأكد الرئيس ماكرون أن الضحية دومينيك برنار هو مدرس لغة فرنسية في الثانوية، «اعترض المهاجم وأنقذ بلا شك العديد من الأرواح»، داعيا الفرنسيين إلى «الوقوف معا».
وهذا الأستاذ البالغ من العمر 57 عاما هو من أراس وأب لثلاث بنات ومتزوج من معلمة، وكان «يحظى بتقدير طلابه وزملائه»، بحسب شهادات جمعتها وكالة فرانس برس.
وقال مدعي عام مكافحة الإرهاب جان فرانسوا ريكار، المسؤول عن التحقيق، إن الرجل قتل أمام الثانوية، حيث أصيب مدرس آخر أيضا.
وحث اليمين الفرنسي الحكومة على إعلان «حالة الطوارئ»، فيما اتهم اليمين المتطرف الحكومة بالفشل، ودعا إلى استقالة وزير الداخلية.