كثفت اسرائيل غاراتها وقصفها على قطاع غزة فيما بدا تعويضا عن العملية البرية التي يحكى عنها منذ بداية الحرب، لكن تم تأجيلها وفقا لاكثر من معطى بحسب المصادر، في وقت استمرت صواريخ الفصائل الفلسطينية في ضرب المستوطنات والمدن الاسرائيلية على معظم مساحة الخارطة الاسرائيلية.
وقـــــــال المرصــــــــد الأورومتوسطي لحقــوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة بمتفجرات توازي شدتها «ربع قنبلة نووية».
وأشار المرصد في بيان له أمس، إلى أن إسرائيل تقتل حاليا 14 فلسطينيا كل ساعة بالمتوسط، مشيرا إلى أن الغارات تسببت بتدمير أكثر من 17 ألف مبنى سكني، وتضرر نحو 87 ألف وحدة سكنية. وأوقعت الغارات الاسرائيلية عشرات القتلى والجرحى في قصف ركز على منازل المدنيين والمباني السكنية ومنها، منزل لعائلة راضي في مخيم النصيرات وسط القطاع، ومنزلين في مخيم جباليا شمال القطاع، وسقط 17 مواطنا على الأقل وأصيب آخرون بعد قصف منزل لعائلة زقماط، في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ونقلوا إلى مستشفى ناصر في المدينة، بحسب وكالة «وفا» الفلسطينية.
ألف جثة تحت النقاض
من جهتها، حذرت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة من كارثة إنسانية وبيئية في القطاع لوجود جثامين أكثر من 1000 قتيل تحت أنقاض المنازل المدمرة.
وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم في بيان أمس إن وجود هذا العدد الهائل من الجثامين تحت الركام سيرفع عدد الضحايا المسجلين لدى وزارة الصحة بشكل كبير وينذر بكارثة بيئية وانتشار للأوبئة بسبب تحلل الجثث.
إلى ذلك، قال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان جواد الأغا إن 10500 وحدة سكنية تم تدميرها بشكل كامل نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
المناطق الآمنة
وفي السياق، اتهم مسؤول حكومي في قطاع غزة إسرائيل بمحاولة تمرير مخطط التهجير القسري عبر تعزيز فكرة المناطق الآمنة.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة (حماس) سلامة معروف للصحافيين في غزة إن إسرائيل تعمل من خلال أدوات دعائية تبثها ظنا منها أنها بذلك يمكن استجابة سكان القطاع لترك منازلهم في مخطط لتهجيرهم قسرا من القطاع.
وفي المقابل، واصلت كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس، وباقي الفصائل قصف العمق الاسرائيلي.
واخلي مبنى الكنيست بعد انطلاق صفارات الإنذار عقب اطلاق رشقة صواريخ من قطاع غزة، خلال انعقاد جلسة بحضور الرئيس اسحق هرتزوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتيناهو.
وأظهرت لقطات تلفزيونية النواب وهم يهربون إلى الملجأ.
وقد أعلنت كتائب القسام أنها قصفت «القدس المحتلة برشقة صاروخية ردا على استهداف المدنيين. كما أكدت «القسام» أنها قصفت «تل أبيب برشقة صاروخية ردا على استهداف المدنيين».
إلى ذلك، اتهمت مصر إسرائيل بعدم التعاون في توصيل المساعدات إلى غزة وإجلاء حاملي جوازات السفر الأجنبية عبر المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه بشكل كامل مما يترك مئات الأطنان من الإمدادات عالقة.
وذكرت مصر أن معبر رفح ظل مفتوحا من الجانب المصري في الأيام الماضية لكنه صار غير مؤهل للعمل بسبب القصف الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري للصحافيين «هناك حاجة ملحة لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة»، موضحا أن المحادثات مع إسرائيل لم تكن مثمرة.
لا هدنة وكان مصدران أمنيان مصريان قالا لرويترز إن مصر وإسرائيل والولايات المتحدة اتفقت على وقف لإطلاق النار في جنوب غزة لعدة ساعات أمس لتسهيل دخول المساعدات وعمليات الإجلاء عند رفح.
لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى ذلك، وقال في بيان «لا توجد حاليا هدنة أو مساعدات إنسانية في غزة مقابل إخراج الأجانب».
كذلك نفى عزت الرشق المسؤول في حماس وجود هدنة، وقال: «لا صحة لما تتداوله وسائل الإعلام عن هدنة أو فتح معبر رفح».
وذكر مصدر أنه لم يكن هناك أي قصف على الأرض في رفح أمس، وأن المعبر من الجانب المصري جاهز.
كما، نفت «حماس» إعلان إسرائيل استئناف ضخ إمدادات المياه لقطاع غزة، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة لحماس إياد البزم إن إسرائيل لم تستأنف ضخ المياه إلى غزة.