علاوة على القمة التي تجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، والتي تستضيفها اليوم، شهدت الرياض حراكا ديبلوماسيا هيمنت عليه الأوضاع الإقليمية والتطورات في قطاع غزة.
فقد استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
وجرى خلال اللقاء بحث التصعيد العسكري الذي تشهده غزة حالياً والجهود الدولية المبذولة بشأنه.
وأكد ولي العهد السعودي خلال اللقاء ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لخفض وتيرة التصعيد وضمان عدم اتساع رقعة العنف لتلافي تداعياته الخطيرة على الأمن والسلام في المنطقة والعالم، وأهمية تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
كما أكد سموه أن المملكة تعتبر استهداف المدنيين في غزة جريمة شنيعة واعتداءً وحشياً، مشدداً على ضرورة العمل على توفير الحماية لهم
كما استقبل الأمير محمد بن سلمان بالديوان الملكي في قصر اليمامة بالرياض الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، حيث عقدا جلسة مباحثات رسمية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس)، إنه جرى خلال المباحثات استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين وأوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات وسبل تطويره وتعزيزه، بالإضافة إلى مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك. بعد ذلك، شهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس جوكو ويدودو مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
من جهة اخرى، بحث صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي أمس، خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية الاتحاد السويسري إينياتسيو كاسيس، آخر المستجدات وتطورات الأوضاع في غزة ومحيطها.
وبحسب وكالة «واس»، جرى خلال الاتصال، بحث آخر المستجدات وتطورات الأوضاع في غزة ومحيطها، والجهود الدولية المبذولة بشأنها، حيث أكد بن فرحان أهمية وقف جميع أشكال استهداف المدنيين في تلك المنطقة، والتزام جميع الأطراف المتنازعة بما نص عليه القانون الدولي الإنساني.
وحث وزير الخارجية السعودي، الاتحاد السويسري بحكم دوره كعضو غير دائم في مجلس الأمن على العمل لاضطلاع المجلس بمسؤوليته في حفظ الأمن والسلم الدولي، ومن ذلك الدفع بوقف فوري للعمليات العسكرية المستمرة، ورفع الحصار عن قطاع غزة، مؤكدا أهمية عمل المجلس على تنفيذ قراراته بشأن القضية الفلسطينية وتحديدا القرارات رقم 242 (1967) ورقم 338 (1973) ورقم 1515 (2003) ورقم 2334 (2016) بما يؤسس لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
وكان، رئيس الوزراء البريطاني قد أكد في وقت سابق أمس وقوف لندن إلى جانب إسرائيل في حقها في الدفاع عن نفسها والقضاء على حركة حماس.
وقال سوناك، في بيان عقب لقائه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، إن إسرائيل تقوم بخطوات من أجل تقليل المس بالأبرياء على الرغم ما تقوم به حماس في هذا الصدد.
والتقى نتنياهو مع سوناك، الذي وصل تل أبيب صباح امس، ضمن زيارة تضامنية مع إسرائيل استمرت عدة ساعات.
وأضاف سوناك أن إسرائيل مرت خلال الأيام الأخيرة بظروف عصيبة، قائلا «شاهدنا مناظر فظيعة، نحن ندعمكم بشكل قاطع في حق إسرائيل ملاحقة حماس، وإعادة المخطوفين وضمان سلامتهم على المدى البعيد».
وتابع«الفلسطينيون ضحية ما فعلته حماس. من المهم أن نواصل العمل لإيصال المساعدات الإنسانية».
وكان سوناك قد التقى بالرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، حيث طالب الأخير سوناك بإلزام هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصف حركة حماس، بالإرهابية، بعد امتناع الهيئة القيام بذلك حتى الآن.
وتساءل هرتسوغ أمام رئيس الوزراء البريطاني ما الذي تنتظره (بي بي سي) حتى تغير من وصفها، ما الذي يجب أن تراه الشبكة تاليا، حتى تفهم صدمتنا.
بدوره، قال نتنياهو إن هجوم حماس على إسرائيل كان يهدف إلى عرقلة توسيع السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف نتنياهو خلال اجتماعه مع سوناك في القدس «كنا على أعتاب توسيع هذا السلام وكان تدمير هذه الخطوة أحد أسباب الإقدام على هذا الفعل». وتابع «هذه أحلك ساعاتنا. وهذا يعني أن هذه حرب طويلة، وسنحتاج إلى دعمكم المستمر».
في الأثناء، تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في مدن جزائرية عدة بينها العاصمة امس، تضامنا مع الفلسطينيين ومنددين بإسرائيل، في مسيرة هي الأولى التي تسمح بها السلطات منذ وقف الحراك الشعبي قبل سنتين.
وانطلقت مسيرة العاصمة من ساحة أول مايو نحو ساحة الشهداء على مسافة نحو خمسة كيلومترات، وهتف المتظاهرون «فلسطين الشهداء»، و«جيش شعب معك يا فلسطين».
كما رفع المتظاهرون لافتات بالعربية والإنجليزية كتب عليها «لا لقتل الأطفال والنساء والمدنيين. أين حقوق الإنسان؟»، و«بايدن مجرم حرب». كما طالبت لافتة بـ«طرد السفيرة الأميركية».
وحمل المتظاهرون أعلاما فلسطينية إلى جانب الأعلام الجزائرية.