قدم النائب حمد العليان اقتراحا برغبة جاء نصه كالتالي:
التعليم اليوم قضية مصيرية يتوقف عليها البنيان المجتمعي وبناء الأجيال القادمة، ولنجاح منظومة التعليم في اي دولة لا بد أن ترتبط بوجود استراتيجية واضحة المعالم ومعروفة الآثار ومفهومة ومتفق عليها من كل اطرافها. فالتعليم اليوم استثمار وطني استراتيجي ورؤية مستقبلية لصنع قادة الغد ورافد كبير لإصلاح المنظومة التعليمية المبتغاة والنهوض بالتعليم في ضوء اولويات العمل التربوي والتعليمي.
ولما كانت خطة البعثات الخارجية والقبول في الجامعات الأجنبية تستند الى معايير وشروط محددة وغير محدثة ولا تخاطب او تستقطب اصحاب المهارات والإبداعات والمكتسبات العلمية والثقافية والمهنية وحتى الرياضية، اذ تتعلق هذه الشروط والمعايير بالتحصيل العلمي فقط، بموجب ما حصل عليه الطالب من درجات متراكمة وصولا الى حصوله على معدل معين، يتم بموجبه ترشيحه للدراسة على نفقة الدولة في احدى الجامعات بالخارج، وفي الغالب تكون تلك الجامعات ليست من بين الجامعات المصنفة من ضمن افضل الجامعات العشرين حول العالم، في حين هناك جامعات مرموقة لا يتم ترشيح الطلبة الكويتيين للدراسة فيها إلا نادرا، مثل جامعة (هارفارد وييل وأكسفورد وكامبريدج وغيرها)، وذلك لأن معايير وشروط القبول في هذه الجامعات تستند في مجملها إلى القيمة المضافة التي من الممكن ان يقدمها الطالب للمجتمع والجامعة وللعالم وسوق العمل في المستقبل، اذ ان معيار ما حصل عليه الطالب من درجات وتحصيل علمي في مرحلة الثانوية العامة ليس هو المعيار الأساسي الذي ينظر له بعين الكمال حتى يتم قبوله في هذه الجامعات.
كما ان ما تستند إليه (هذه الجامعات المرموقة العشرون الأولى على مستوى العالم) في قبول الدراسة لديها ان يكونوا متسلحين بمميزات وخبرات ومهارات بشتى المجالات سواء كانت الثقافية او الاجتماعية او التنمية البشرية او العلمية المهنية أو حتى الرياضية والتي تؤكد جدارة هؤلاء الطلبة واستحقاقهم لأن يكونوا صناع المستقبل في بلدانهم وخير واجهة لثقافة مجتمعهم وخير رافد للأسس التنموية الملقاة على عاتقهم في المستقبل وتمثيل وطنهم وخدمته على أفضل وأكمل الأصعدة، ومثال ذلك ان يكون الطالب من خلال تلقيه الدورات التدريبية المختلفة ادى بموجبها خدمات ملحوظة ومرصودة وموثقة، اضافة الى اكتسابه مميزات ومهارات اخرى كأن يكون متميزا في واحد من المجالات الابداعية كالرياضة والفنون والآداب، وغير ذلك، مما يصقل شخصية الفرد ويزيد من اندماجه في مجتمعه ويعزز قدرته على تقديم الأفضل في مجال تخصصه الدراسي فيما بعد.
لذا فإنني أتقدم بالاقتراح برغبة التالي برجاء التفضل بعرضه على مجلس الأمة:
نص الاقتراح:
٭ تتولى كل من وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي إنشاء «المركز الوطني لعلماء المستقبل» لاستيعاب الطلبة والطالبات الكويتيين الراغبين في الدراسة في البعثات الخارجية في افضل 20 جامعة حول العالم في كل تخصص.
٭ يرتكز دور المركز على تحضير الطلبة الكويتيين المتميزين للالتحاق والقبول في تلك الجامعات العالمية المرموقة.
٭ يتولى المركز معرفة الاشتراطات والمتطلبات والمهارات والدورات التي تشترطها تلك الجامعات في الطلبة المتقدمين بطلب الالتحاق بالدراسة في كل تخصص. ويتم تحديث هذه الاشتراطات بشكل دوري وحثيث ليقوم المركز بتحديث برامجه ودوراته التدريبية لتتماشى مع المتطلبات والاشتراطات المتغيرة التي تضعها تلك الجامعات.
٭ يشرف على العمل في «المركز الوطني لعلماء المستقبل) فريق من المرشدين الأكاديميين الذين يتابعون الطلبة منذ بداية المرحلة الثانوية حتى مرحلة الترشيح للدراسة بالخارج، عقب اجتياز امتحانات الثانوية العامة وتستمر هذه المتابعة حتى تخرج الطالب في الجامعة او الدراسات العليا.
٭ انضمام الطلبة الكويتيين الى المركز مرهون بتوافر ضوابط وأسس حازمة لاستيعاب الطلبة المميزين اصحاب الموهبة والإبداع والذكاء والمهارات، وتؤخذ الشروط في الحسبان، بالإضافة الى التحصيل العلمي والمعدل التراكمي لدرجات التفوق الرياضي أو العلمي وإجادة اللغات الأجنبية والمبادرات الاجتماعية والفكرية والثقافية والرياضية للطلبة.
٭ يتلقى الطلبة المنضمون الى المركز دورات تدريبية وورش عمل في شتى المجالات المطلوبة ضمن اشتراطات ومعايير الجامعات سواء داخل الكويت او خارجها في مؤسسات معتمدة ومعترف بها، وذلك طوال سنوات المرحلة الثانوية، وتعتمد هذه الدورات على تعزيز قدراتهم المختلفة ما قبل الجامعة، اضافة الى تدريبهم والاستفادة منهم في أداء خدمات مجتمعية مرصودة وموثقة يقدمون خلالها الخدمات التطوعية والاجتماعية الضرورية التي من شأنها صقل الشخصية وبناؤها.
٭ يصدر المركز شهادات موثقة ومعتمدة من وزارة التعليم العالي في دولة الكويت تؤكد اجتياز الطالب لسنوات التدريب بالمركز على مدى سنوات المرحلة الثانوية ومقدار ما حصل عليه من دورات ومهارات وأسس ليتم ارفاقها في الشهادة الدراسية عند التقدم بطلب الالتحاق بالجامعة التي يرغب الطالب في الدراسة بها من بين تلك الجامعات المرموقة.