تخلى يهود متطرفون عن إعفائهم المثير للجدل من الخدمة العسكرية، واختاروا الالتحاق بالجيش للمشاركة في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ردا على عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حماس قبل اكثر من أسبوعين.
واصطف نحو 200 رجل في مكتب للانتساب في تل أبيب تلبية لنداء أطلقه الجيش لكل القادرين على المساهمة في الجهد الحربي. وسجل 120 من هؤلاء أسماءهم لأداء مهام دعم وتمريض وقيادة عربات، وفق ما أعلن الجيش الذي لم يسمح للصحافيين بالتحدث إليهم.
وفي حين أن هذا العدد لا يقارن بمئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين استدعاهم الجيش، إلا أن لالتحاقهم رمزية كبيرة، اذ يحصل طلاب المدارس التلمودية كل عام على إرجاء للخدمة العسكرية الى أن يبلغوا من العمر 26 سنة، وعندها ينالون إعفاء كاملا منها.
ووفق تقرير صدر حديثا عن الجيش، يتيح هذا الاجراء لاثني عشر ألف شاب يهودي متطرف تفادي الخدمة العسكرية الإلزامية سنويا، والتي تستمر 32 شهرا للذكور وعامين للإناث.
ولم يقتل أي من «اليهود الحريديم» الذين يعتمدون إجمالا أسلوب عيش بعيدا عن الحياة العامة للمجتمع الاسرائيلي. إلا أن اليهود المتطرفين ينخرطون بشكل كبير في الهيئات الاجتماعية، ومنها منظمة «زاكا» غير الحكومية التي تعنى بجمع واستعادة الجثامين. ومن هؤلاء التحق كثيرون بالوحدة العسكرية المتخصصة في هذا المجال. وأثار الحاخام المتطرف رافائيل كروزر جدلا بدعوته طلاب المدارس التلمودية للالتحاق. وقال «الأمر يتعلق بشعبنا، يتعلق بنا، وعلينا التحرك».