عادة في احاديثنا اليومية نسمع من البعض أن ذاك الرجل أو تلك المرأة صابرون على الظروف والأوضاع التي يعيشونها سواء كانت اجتماعية او وظيفية او مرضية او غيرها، لكن هل تساءلنا ذات مرة عن مفهوم الصبر وهل هو صفة ام سلوك يكتسب او يتم تعلمه؟ ام انها مهارة تخلق مع الشخص مثلا كموهبة الرسم او الكتابة والشعر والأدب؟
أنا أعتقد أنها تكون حسب الطباع والتعود وطبيعة التربية والطريقة التي نشأ من خلالها او الظروف المحيطة التي جعلته يتصف بهذه الصفة، أي أن الصبر ممكن ان يكون طبيعة في الانسان او يتم تعلمه ومحاولة التعود عليه، طبيعي أن الصبر يعتبر صفة حميدة وقد ذكره الله سبحانه في الكثير من الآيات القرآنية في كتابه الكريم وأمرنا به. والصبر عادة ما يكون مطلوبا بعد تعرض الانسان لابتلاء مرض او فقر او حزن على فقدان أقرباء او أصدقاء، فالبشر تتملكهم مشاعر وأحاسيس ولابد ان يصيبهم نوع من الضعف او الانكسار نتيجة أمور طارئة او مفاجئة، فمنهم من يستطيع تجاوزها بفترة قصيرة، وآخرون ربما تؤثر تلك الأحداث عليهم طوال حياتهم، وتبقى الذكريات معهم عالقة لا يستطيعون تجاوزها أو نسيانها، مما يجعلها تنعكس على صحتهم الجسدية والنفسية ويصبحوا أسرى للقلق والتشاؤم والاكتئاب.
وهذا اكبر دليل على أن الصبر له علاقة بمختلف جوانب الإنسان وطبيعة حياته وثقافته وتعليمه، فهذه الأمور جميعها مهمة لأنها هي التي تشكله اذا كان ملما بها وإذا فقد أشياء منها ربما يفقد معها الصبر وكيف يتحلى به، اليوم نعيش حياة السرعة فالطالب يريد أن ينجح ويتفوق بوقت قصير لا يصبر على الدراسة طويلا ويصاب بالملل والكسل، ومن يعمل مشروعا تجاريا يريد أن يحقق الربح المادي بأسرع وقت ممكن فيفشل ويخسر لأنه لم يصبر ولم يأخذ وقته ويخطط لمشروعه جيدا.
لذلك الصبر مهم جدا في جميع نواحي الحياة لو طبقه الجميع لما رأينا المشاكل والخلافات وربما الضرب الذي يحدث في الشوارع بين الناس بسبب الاختناقات المروية والتجاوز من خلال مركباتهم على بعضهم البعض وحتى ما يحدث في الأسواق والأماكن العامه والدوائر الحكومية من مشادات أحيانا كلها بسبب عدم تحملنا وتحلينا بالصبر مهما كانت الطريقة التي نكتسب فيها الصبر ونتعلمه سواء كان ذاتيا او تعليما او تقليدا، المهم اننا نمارسه لأن عواقبه دائما ما تكون مرضية وإيجابية على صاحبه وتبعده عن الوقوع في الضرر.
أخيرا نقول إن الصبر يجب أن يكون لنا بمنزلة منهج وأسلوب لحياة هادئة ونفس راضية خالية من الشوائب والنواقص.
[email protected]