تحمل الهجمات المتكررة على الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط خطر جر الولايات المتحدة إلى نزاع مع إيران رغم سعي واشنطن لمنع تحول الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة إلى حرب إقليمية.
وحملت الولايات المتحدة مجموعات مدعومة من إيران مسؤولية ازدياد الهجمات المنفذة بصواريخ ومسيرات تجاوزت العشرين هجوما في سورية والعراق، ونفذت ضربات في سورية منذ الأسبوع الماضي على مواقع أشارت «الپنتاغون» إلى ارتباطها بطهران.
وعل الرغم من امتلاكها قدرة هائلة على الرد، إلا أن ردها العسكري على الهجمات بقي مقتصرا على هذه الضربات التي أفادت «الپنتاغون» بأنها لم تؤد إلى سقوط ضحايا على ما يبدو، في مسعى لتجنب نزاع أوسع نطاقا.
وقال مسؤول أميركي رفيع في وزارة الدفاع: «نشعر بالقلق من تكثيف جميع العناصر في شبكة التهديد الإيرانية هجماتها بشكل يحمل خطر وقوع أمر غير محسوب النتائج أو يجر المنطقة إلى حرب».
وتابع «الجميع يخسر في حرب إقليمية وهو السبب الذي يدفعنا للعمل عبر شركاء ومع حلفاء وتكثيف الاتصالات وتحسين تموضعنا لتوضيح رغبتنا في منع اندلاع نزاع إقليمي».
تفيد واشنطن بأن الهجمات على قواتها غير مرتبطة بالحرب الإسرائيلية الراهنة.
لكن إيران شددت على أن الهجمات على القوات الأميركية هي نتيجة «السياسات الأميركية غير البناءة» بما في ذلك دعم واشنطن لإسرائيل التي أسفر قصفها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر عن مقتل أكثر من 8500 شخص، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة.
«دوامة من التصعيد»
يتواجد نحو 2500 جندي أميركي في العراق ونحو 900 في سورية في إطار الجهود الرامية لمنع صعود تنظيم داعش مجددا بعدما سيطر على مناطق واسعة في البلدين. وبقيت الأضرار الناجمة عن الهجمات الأخيرة على تلك القوات محدودة حتى الآن، إذ تعرض 21 عنصرا أميركيا إلى جروح طفيفة فيما توفي متعاقد من أزمة قلبية، بينما كان مختبئا عقب صدور تحذير خاطئ. لكن احتمال تدهور الأمور مازال كبيرا.
وقال الباحث الكبير في شؤون الدفاع لدى «راند» جيفري مارتيني إن «هناك خطرا كبيرا بتصعيد بين الولايات المتحدة وإيران نظرا إلى اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وحماس»، سواء بتوجيهات من طهران أو لاتخاذ وكلائها قرارا من أنفسهم في هذا الصدد.
تعتمد إيران على قوات تعمل بالوكالة في كل من سورية والعراق استهدفت مرارا الجنود الأميركيين في الماضي، وهو أمر توقف قبل الأحداث الأخيرة نظرا لتوصل واشنطن إلى «تفاهم غير رسمي مع إيران على خفض التوتر الإقليمي»، بحسب مارتيني.
بدوره، لفت مدير برنامج الشرق الأوسط لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان إلى أن الوضع الحالي مختلف عن موجات الهجمات السابقة نظرا إلى أنه «يبدو أن جميع وكلاء إيران يدخلون على الخط بالتوازي»، ما يزيد «احتمال خروج أمر ما عن المسار».
لكن الولايات المتحدة شددت مرة تلو الأخرى على رغبتها في منع تحول الحرب بين إسرائيل وحماس إلى نزاع أوسع وعززت قواتها في المنطقة، بما في ذلك من خلال مجموعة حاملات طائرات هجومية متواجدة وأخرى في طريقها إلى المنطقة، ضمن جهود الردع التي تبذلها حيال إيران وحلفائها.