- الإرجاف يسبب الهزيمة النفسية ويؤدي إلى فقدان الثقة ويعاون الباطل ويزرع اليأس في النفوس
- التوبة والتثبت من الخبر قبل إذاعته وإدراك حرمة التعاون على الإثم والعدوان علاج للإرجاف
أكد الشيخ رائد الحزيمي أن من أعظم نعم الله عز وجل على بني الإنسان بعد نعمة الدين (الإسلام) نعمة الأمن، وأن حاجة الإنسان للأمن والاطمئنان كحاجته إلى الطعام. وبين في حواره أنواعا ثلاثة للإرجاف، مفصلا كل نوع سواء من الإرجاف في الأخبار الكاذبة أو الأخبار المشككة أو الأخبار السيئة، وذكر نماذج من هذا الإرجاف وآثاره ومضاره وكيفية العلاج، ولمعرفة المزيد إلى نص الحوار.
الأمن والأمان من أعظم نعم الله عز وجل على الإنسان، فكيف نتعامل مع الذين يبثون الفتنة والإشاعات في المجتمع؟
٭ حاجة الإنسان للأمن والاطمئنان كحاجته إلى الطعام والشراب والعافية للأبدان، وقد جاء الأمن في القرآن والسُنة مقرونا بالطعام الذي لا حياة للإنسان ولا بقاء من دونه. ولقد امتن الله به على عباده وأمرهم بأن يشكروا هذه النعم بإخلاص العبادة له، فقال تعالى: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، وقال في الوعد بحُسن الجزاء وعظيم المثوبة للمؤمنين: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)، فالمحافظة على أمن البلاد والحرص على التلاحم بين أفراده مطلب شرعي وأمانة عظيمة، ومن مهددات أمن المجتمع وجود مرجفين يعملون على نشر الإشاعات وبث الفتنة، قال تعالى: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورنك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقُتلوا تقتيلا).
ما الإرجاف وما أنواعه؟
٭ الإرجاف ثلاثة أنواع: الأخبار الكاذبة التي يفتريها أعداء الإسلام ومروجو الإشاعات والأكاذيب، والنوع الثاني: الأخبار المشككة التي أصلها صحيح وفروعها لا أساس لها من الصحة، وهي عناوين صحيحة فقط، والمضامين كاذبة، والنوع الثالث: الأخبار السيئة التي أصلها وفرعها صحيح، والتي يجب أن تُستر ولكن يُضخمها أعداء الدين ومشعلو نار الفتنة.
ما أسباب الإرجاف ودواعيه؟
٭ للإرجاف أسباب ودواع، بث الفتن والاضطرابات والإشاعات بين الناس، الحرب النفسية والهزيمة النفسية، والتثبيط للهمم، نقل الأخبار بلا روية وتثبت، ودعوة إلى الخمول واليأس، وفقدان الثقة، وإسقاط الرموز، والصد عن سبيل الله وتخذيل الجيوش.
هل تضرب لنا مثلا من الإرجاف في حياتنا؟
٭ نماذج الإرجاف في حياتنا كثيرة، فالإرجاف يضرب شتى مناحي الحياة، منها في مجتمع الإنترنت كثيرة جدا لنشر القصص الفاسدة والباطلة وتهويلها وتضخيمها سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة. أما عن الإرجاف والطعن في العلماء والمصلحين، فوصل إلى نتيجة خطيرة ومن أمثلتها أن بعض الشباب يأتي بخطأ يسير لعالم من العلماء ويضخمه وينشره ويُبدع العالم وبفسقه بهذا الخطأ اليسير ليخذل الناس ويصدهم عنه وعن دعوته، وكثير من الشباب يقوم بهذا الدور دون أن يدري خطورة ما يقوم به من صد عن سبيل الله وإعاقة للدعوة ودعاتها، فيبدع ويفسق دون أن يكون مؤهلا.
وهناك الإرجاف في الصحف وهذه طامة كبرى وبلية عظمى، فهي أشد تأثيرا وانتشارا من الإنترنت، فهو بوتقة الإعلام الدولي، ومن أمثلته في حياتنا نشر الأخبار الكاذبة وتضخيمها وتهويلها لنشر فكرة فاسدة بين الناس في المجتمع، وهدف نشر تلك الأراجيف هو صد عن سبيل الله و(إشاعة الفاحشة والفساد في المجتمع ونشر الفتن وتشويه صورة العلماء والمصلحين) كل ذلك نصرة لأهل الباطل، وكذلك نشر الأخبار السيئة التي تكون صحيحة لتوحي للناس بفساد المجتمع، ولا أمل في الإصلاح، وكذلك نشر سير أهل الباطل وتلميعها ومحاربة أهل الصلاح والإصلاح وتشويه صورتهم، وكذلك من نماذج الإرجاف في الكتّاب الذين يبثون الشبهات الفاسدة التي تشكك الناس في دينهم وتفقدهم ثقتهم بالعلماء والصالحين، وكثير من الكّتاب يكثر الكلام عن الفتن، ليوحي للناس بأن زمن الإصلاح قد ولّى.
وما آثار ومضار الإرجاف؟
٭ خطر الإرجاف على المجتمع وعلى الأمة كبير جدا، منها الهزيمة النفسية والمعنوية، وهي من أخطر أضرار الإرجاف على الأمة، لأن الحرب النفسية أعم وأشمل من أي حرب أخرى لأن هدفها ذات الإنسان وعقله وفكره وعقيدته. ومن المضار أيضا ضعف الثقة بالله، فالإرجاف يؤدي إلى فقدان الثقة، ومن أخطاء الإرجاف، معاونة أهل الباطل في باطلهم عندما يجد أهل الفساد المساعدة والمعاونة يزدادون نصرة لباطلهم ويحثون إلى السعي وراء مآربهم ومصالحهم، لذلك نهى القرآن الكريم عن التعاون على الإثم والعدوان، لأن المعاونة والتشجيع على الإثم والعدوان إنما يضر بالمجتمع ضررا كبيرا ويشيع الفاحشة والفساد في الأمة. وأيضا من مخاطر الإرجاف زرع اليأس في نفوس المسلمين، فعندما يجد المسلمون سطوة المرجفين وأبواقهم وكثرة الفساد والباطل وانتشاره ينبت اليأس في قلوبهم ويكثر القنوط وتخور عزائمهم عن السير في طريق الإصلاح.
كيف ترى علاج الإرجاف؟
٭ يتلخص العلاج في هذه الخطوات، التوبة من هذا الداء العضال والإقلاع عنه وطلب العفو والمغفرة من الله تعالى، ثانيا: على ناقلي الأراجيف أن يدركوا خطورة هذا الأمر لما فيه من أذية للمسلمين وجماعتهم، والتثبت من الخبر وتمحيصه قبل إذاعته وإفشائه بين الناس، كما يجب أن يدركوا حرمة التعاون على الإثم والعدوان، لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).