بين مشافي قطاع غزة ومدارسها التي تؤوي عشرات آلاف النازحين، نقلت إسرائيل استهدافاتها في الساعات الماضية مرتكبة المزيد من المجازر، فيما تتواصل المواجهات الضارية بين قواتها البرية المتوغلة في شمال القطاع ومقاتلي الفصائل الفلسطينية. جاء ذلك، في وقت أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس ارتفاع فاتورة الحرب الاسرائيلية التي بدأتها في
7 أكتوبر إلى 9488 قتيلا على الأقل بينهم 3900 طفل و2509 سيدات. وبعد قصفها ثلاث مستشفيات وقافلة سيارات إسعاف أمس الأول، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 12 شخصا على الأقل قضوا عندما قصفت إسرائيل مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «اونروا» كلهم من النازحين.
وذكرت الوزارة في بيان أن 12 شخصا قتلوا وأصيب ما يزيد عن 54 شخصا بجروح جراء استهداف خيام نصبت في ساحة مدرسة الفاخورة التي تؤوي آلاف النازحين في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة.
أتى ذلك بعد استهداف القوات الاسرائيلية مدرسة أسامة بن زيد بمنطقة الصفطاوي التي تؤوي عشرات النازحين أيضا شمال القطاع مباشرة بقذائف الدبابات، مما أسفر عن استشهاد 20 فلسطينيا وإصابة آخرين.
ومع ذلك، لم يتوقف استهداف المستشفيات حيث أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 21 شخصا على الأقل من النازحين في استهداف قوات الاحتلال مدخل قسم الطوارئ بمستشفى القدس. وقال ان الاستهداف تسبب بأضرار كبيرة، في المستشفى الذي يؤوي ايضا عشرات النازحين.
واعلن مدير مستشفى كمال عدوان «وقف تشغيل المولدات الكهربائية في المستشفى بشكل كامل بسبب النقص الحاد في الوقود».
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد قصف، واستهداف كل مقومات الحياة في قطاع غزة.» وأضاف: إن الاحتلال ركز قصفه على مشاريع الطاقة الشمسية ومولدات الكهرباء المغذية للمؤسسات أو منازل الفلسطينيين، ولا سيما في المناطق المحيطة بمستشفى الشفاء.
واعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن شعوره «بالرعب من الهجوم الذي تم الإبلاغ عنه في غزة على قافلة سيارات الإسعاف خارج مستشفى الشفاء». وقال إن قتل المدنيين وقصفهم وحصارهم في غزة يجب أن يتوقف.
وفي السياق، قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة بصاروخ منزل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ في غزة، حسبما ذكرت إذاعة (الأقصى). ويعتقد أن القصف بطائرة مسيرة يأتي كتحذير لإخلاء محيط المنزل، تمهيدا لاحتمال تدميره، حيث يقيم هنية مع عائلته في قطر، وسبق أن تم تدمير منزله في حربي إسرائيل على قطاع غزة عامي 2014 و2021.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، أن الجيش خصص 3 ساعات لسكان شمال غزة للإجلاء الآمن إلى جنوب القطاع. وقال أدرعي في بيان عبر تطبق «إكس» إن الجيش الإسرائيلي سمح بالمرور على طريق صلاح الدين بين الساعة 13:00 والساعة 16:00 مساء امس، داعيا الفلسطينيين إلى انتهاز الوقت للتحرك جنوبا إلى ما بعد وادي غزة
ميدانيا، أفاد بيان لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مقاتليها خاضوا اشتباكا بمختلف الأسلحة مع قوة إسرائيلية في منطقة العطاطرة غرب بيت لاهيا في قطاع غزة.
وفي وقت لاحق أصدرت «كتائب عز الدين القسام» بيانا أفاد بأن مقاتليها قتلوا خمسة جنود إسرائيليين وأصابوا آخرين في هجوم لمقاتليها على مبنى شمال غرب غزة.
كما قالت الكتائب إنها استهدفت دبابة إسرائيلية توغلت قرب تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة بصاروخ موجه من طراز «كونكورس».
من جهته، قال أسامة حمدان القيادي في حركة حماس،إن إسرائيل تتحمل مسؤولية تعطيل الاتفاق حول خروج الأجانب والجرحى وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
في المقابل، نقل موقع «بلومبيرغ» عن مسؤول بالخارجية الأميركية قوله، إنه يمكن إدخال 500 إلى 600 شاحنة يوميا، إذا تم التوصل لوقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة.
وقال المسؤول، إن العامل المقيد لزيادة المساعدات لغزة، هي قدرة الجهات المعنية على إيصالها، وقال إن «موقف الحكومة الإسرائيلية تغير من رفض دخول المساعدات لغزة إلى زيادتها».
إلى ذلك، تظاهر الآلاف في شرق العاصمة البريطانية تحت عنوان «مسيرة لندن لأجل فلسطين» للدعوة لإنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ نحو شهر. كما شهدت باريس ومدن فرنسية عدة تظاهرات داعية لإنهاء الحرب في غزة مع خروج مسيرات إلى الشوارع حمل خلالها المشاركون أعلاما فلسطينية.
وحمل الآلاف شعار «تحرير فلسطين وإنهاء الحرب في غزة»، في أكبر مظاهرة في العاصمة الألمانية منذ بدء الحرب.