مع دخول الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة شهرها الثاني، تجاوز عداد الضحايا 35 ألفا بين قتيل وجريح بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحافي، إن إجمالي عدد الشهداء ناهز الـ 10022 شخصا من بينهم 4104 أطفال و2641 سيدة، اضافة الى 25408 مصابين بجراح مختلفة.
وذكر القدرة أمس أن الجيش الإسرائيلي ارتكب خلال 24 ساعة 19 «مجزرة كبيرة» راح ضحيتها 252 شهيدا، فيما لايزال عشرات القتلى لم يتم انتشالهم في عدة مناطق في غزة.
وأشار إلى مقتل 192 من كوادر الطواقم الصحية وتدمير 32 سيارة إسعاف منذ هجمات إسرائيل على قطاع غزة إلى جانب استهداف 113 مؤسسة صحية، وخروج 16 مستشفى عن الخدمة، و32 مركزا للرعاية الأولية بسبب الاستهداف ونفاد الوقود.
ومع ارتفاع الكلفة البشرية للعدوان الاسرائيلي، وجه مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة نداء موحدا بـ «وقف فوري إنساني لإطلاق النار».
ومن بين 18 موقعا على النداء المشترك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، ومدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ومنسق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن جريفيث.
وقال الموقعون في بيان مشترك «السكان كلهم تحت حصار ويتعرضون للهجوم، محرومون من الوصول للمستلزمات الأساسية للحياة ويتم قصفهم في المنازل والملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة. هذا أمر غير مقبول».
وكتب مسؤولو الوكالات الأممية أنه يجب السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى قطاع غزة لمساعدة السكان. وجاء في البيان «نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. هذا يكفي. لقد طفح الكيل. يجب أن ينتهي هذا الآن».
كذلك، دعا مسؤولو الوكالات الأممية حماس إلى إطلاق سراح أكثر من 240 محتجزا أسرتهم من إسرائيل ونقلوا إلى قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، حاضين كل جانب على احترام التزاماته بموجب القانون الدولي.
ومازال مسرح المواجهات الأكثر ضراوة بين القوات الاسرائيلية المتوغلة وفصائل المقاومة، هو شمال قطاع غزة بعد أن أكد الجيش الإسرائيلي أنه بات مقسما إلى شطرين.
ودعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس أمس ما تبقى من مدنيين إلى مغادرة شمال القطاع، مضيفا أن هذا سيسمح للقوات الإسرائيلية «بتفكيك حماس معقلا بعد آخر حتى نحقق هدفنا النهائي المتمثل بتحرير قطاع غزة برمته من حماس» على حد قوله.
ويقدر أن عدد الأشخاص الذين لايزالون عالقين في شمال قطاع غزة يراوح بين 300 و400 ألف.
وقال زكريا عقل خلال فراره مع عائلته جنوبا «الوضع صعب جدا. لا خبز لا ماء ولا حتى مياه مالحة. رأينا جثثا (على الطريق) والأطفال كانوا خائفين جدا».
بدوره، قال سعيد النجمة، من مخيم المغازي للاجئين في وسط غزة حيث قتل أكثر من 30 شخصا في قصف مساء السبت، «ليس لدينا ما نحفر به لإزالة الانقاض لذا يقتل الناس ولا يمكننا إلا أن نشاهد ما يحدث».
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن المعارك على الأرض تترافق مع «ضربات كبيرة» بلغ عددها 2500 منذ 27 أكتوبر في محاولة لإخراج مقاتلي حركة حماس المتحصنين في شبكة أنفاق.
إلا ان عمليات القصف لا تصيب إلا المدنيين في معظمها حتى في جنوب قطاع غزة الذي تدعو اسرائيل سكان القطاع الى التوجه اليه.
وزعم الجيش الإسرائيلي سيطرة قوات برية تابعة له على موقع تابع لحركة حماس على أرض مدينة غزة، وقال الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي إن حماس امتلكت في هذا الموقع ومنها مواقع استطلاع ومجمعات تدريب للعناصر المسلحة وكذلك الأنفاق الإرهابية، مشيرا إلى أنه خلال هذه العملية تمت تصفية عدد من المسلحين، على حد قوله.
وذكر أدرعي أن الطائرات الاسرائيلية قصفت 450 هدفا تابعا لحركة «حماس» منها المجمعات العسكرية ومواقع الاستطلاع، ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع وغيرها.
وأضاف: كما هاجمت قوات تابعة لسلاح البحرية مقرات القيادة ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع ومواقع استطلاع أخرى تابعة للحركة.
بدورها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن مقاتليها دمروا دبابة إسرائيلية متوغلة في منطقة السلاطين شمال غرب بيت لاهيا بقذيفة «الياسين 105».
وكانت القسام نشرت مقاطع فيديو تظهر قيام مقاتليها بتفجير دبابات إسرائيلية متوغلة في غزة، بعضها تم تفجيرها من المسافة صفر. وأعلنت الكتائب أنها دمرت دبابة إسرائيلية متوغلة في حي الإسراء شمال غربي غزة بقذيفة الياسين، وأضافت أن مقاتليها خاضوا اشتباكات مع قوات إسرائيلية متوغلة في منطقة السلاطين شمال غربي بيت لاهيا.
واتهمت حكومة حماس الجيش الإسرائيلي بشن «قصف كثيف» على مستشفيات شمال القطاع، وخصوصا قرب مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع المحاصر، وفق المصدر نفسه، بزعم ان حماس تقيم أنفاقا ومراكز قيادة تحت المستشفيات. وأطلقت طائرات الاحتلال صاروخا على سطح مستشفى الشفاء.
وكان لافتا فجر أمس إعلان ملك الأردن الملك عبدالله الثاني إنزال «مساعدات طبية عاجلة» جوا في غزة مخصصة للمستشفى الميداني الأردني. ونقلت وكالة «بترا» عن الملك قوله «بحمد الله تمكن نشامى سلاح الجو في قواتنا المسلحة في منتصف هذه الليلة من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة. هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة. سيبقى الأردن السند والداعم والأقرب للأشقاء الفلسطينيين».
وأوضح الجيش الإسرائيلي أمس أنه «نسق» مع الأردن إنزال هذه المساعدات.