أكد رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون أن الأوضاع الإقليمية بالغة الدقة والمتغيرات الدولية تحتم علينا استمرار التعاون والتشاور والتكاتف، والعمل جاهدين على تعزيز اللحمة الخليجية في مواجهة ما تمر به المنطقة من تحديات.
وأعرب السعدون خلال كلمته في الاجتماع الـ 17 لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن ثقته الكبيرة في تحقيق الجهود الخليجية المشتركة متطلبات شعوبها، قائلا: «نحن على ثقة بأننا قادرون -بإذن الله- على حمل الأمانة والوفاء بها والنهوض لتعزيز مسيرة دولنا».
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السعدون:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
معالي الأخ حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى بدولة قطر الشقيقة
الإخوة والأخوات أصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة
بداية نتقدم للأخوات والإخوة في دولة قطر الشقيقة بجزيل الشكر وعظيم الامتنان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
قدرنا اليوم أننا نعيش في أوضاع إقليمية بالغة الدقة وفي متغيرات دولية تحتم علينا استمرار التعاون والتشاور والتكاتف، مصداقا لقول الحق في محكم تنزيله (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وأن نعمل جاهدين على تعزيز اللحمة الخليجية في مواجهة ما تمر به المنطقة من تحديات، وأن نسعى لتحقيق متطلبات شعوب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ونحن على ثقة بأننا قادرون - بإذن الله - على حمل الأمانة والوفاء بها والنهوض لتعزيز مسيرة دولنا.
نجتمع اليوم ونحن نتابع بكل أسى ما يجري حاليا في فلسطين المحتلة وما يقوم به الكيان الصهيوني من تدمير وتهجير وحملات إبادة جماعية في قطاع غزة، ورفض الكيان الصهيوني الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، وعدم الاكتراث للنداء الإنساني في وقف جرائمه وعدوانه ورفضه للدعوى بفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة ومعالجة المصابين المدنيين.
ولنا أن نستذكر بعد هذا الإصرار الصهيوني على استمرار عدوانه، ما صدر في عام 1975 عن دورة رؤساء دول وحكومات الوحدة الأفريقية في أغسطس 1975 والذي رأى «أن النظام العنصري الحاكم في فلسطين المحتلة والنظامين العنصريين الحاكمين في زيمبابوي وجنوب أفريقيا ترجع إلى أصل استعماري واحد مشترك، وتشكل كيانا كليا، ولها هيكل عنصري واحد وترتبط ارتباطا عضويا في سياستها الرامية إلى إهدار كرامة الإنسان وحرمته».
وأن نستذكر كذلك الإعلان السياسي واستراتيجية تدعيم السلم والأمن الدوليين وتدعيم التضامن والمساعدة المتبادلة فيما بين دول عدم الانحياز اللذين تم اعتمادهما في مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز في أغسطس عام 1975 أدانا الصهيونية بوصفها تهديدا للسلم والأمن العالميين وطلبا مقاومة هذه الأيديولوجية العنصرية (الإمبريالية).
وبعد استحضار المواقف السالف الإشارة إليها، نجد أنه على الرغم من الدعم العسكري والمادي والسياسي والمعنوي غير المحدود الذي تلقاه الكيان الصهيوني من عدد من الدول في عدوانه على غزة، فإن ما يستحق الإشارة إليه هو موقف الشعب البرلمانية في انتصارهم للبند الثاني من البندين الطارئين في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المعقود في أنغولا في الفترة ما بين 22-27 أكتوبر 2023 والمقدمين من كل من: الأول مقدم من قبل وفد كندا باسم وفود الأرجنتين والنمسا وكرواتيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والسويد والمملكة المتحدة بعنوان: «نحو أساس مشترك لتحقيق السلام»، والثاني مقدم من قبل أعضاء برلماني الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، والكويت باسم المجموعة العربية، وإندونيسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجنوب أفريقيا باسم المجموعة الأفريقية بعنوان: وقف الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في غزة».
وعلى الرغم من أن أيا من البندين الطارئين لم يحصل على أغلبية الثلثين المطلوبة لإدراجه كبند طارئ إلا أن نتيجة التصويت على البند الثاني كانت كالتالي:
607 أصوات مؤيدة
439 صوتا معارضا
219 صوتا ممتنعا
بينما كانت نتيجة التصويت على البند الأول كالتالي:
507 أصوات مؤيدة
452 صوتا معارضا
306 أصوات ممتنعة
وأن نشير كذلك إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنون» حماية المدنيين والتمسك بالالتزامات القانونية والإنسانية الصادر بتاريخ 27 أكتوبر 2023 والذي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة في غزة بأغلبية:
120 صوتا موافقا
45 صوتا ممتنعا
14 صوتا غير موافق (من بينهم صوت مندوب الكيان الصهيوني)
وهو ما يدعونا بعد كل ما سلف أن نسأل المولى جل وعلا أن يستمر الموقف - لكن هذا الموقف لا يمكن أن يستمر إلا باستمرار الدعم والموقف العربي الواضح ضد هذا العدوان من الكيان الصهيوني - على أن يستمر الموقف الدولي الداعي إلى وقف العدوان الصهيوني على غزة فورا.. وأن يحل السلام في المنطقة وأن نشهد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة.
وختاما
نبتهل إلى العلي القدير أن يحفظ دولنا الخليجية من كل مكروه وأن يسبغ عليها نعمة الأمن والأمان والتقدم والازدهار
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وغادر رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون دولة قطر الشقيقة بعد مشاركته على رأس وفد الشعبة البرلمانية في الاجتماع الـ 17 لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وكان في وداع السعدون والوفد المرافق رئيس بعثة الشرف المرافقة عضو مجلس الشورى القطري عبدالله بن ناصر السبيعي وسفير دولة الكويت لدى دولة قطر خالد المطيري.
وكان في استقبال السعدون ووفد الشعبة البرلمانية نائب رئيس مجلس الأمة محمد براك المطير ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة عيسى الكندري وسفير دولة قطر لدى الكويت علي بن عبدالله آل محمود.
ويضم وفد الشعبة البرلمانية وكيل الشعبة د.حمد المطر وأمين السر د.محمد المهان وأمين الصندوق حمد العبيد وأعضاء الشعبة فهد بن جامع وشعيب شعبان وداود معرفي، إضافة إلى أمين عام مجلس الأمة خالد بوصليب والأمين العام المساعد لقطاع المنظمات مشعل العنزي.
وكان وفد البرلمان العربي من مجلس الأمة قد شارك في الاجتماع ومثله النواب أحمد لاري وحمدان العازمي وخالد المونس ود.محمد الحويلة.
هذا، وعاد رئيس مجلس الأمة أحمد عبدالعزيز السعدون إلى البلاد بعد مشاركته على رأس وفد الشعبة البرلمانية في الاجتماع الـ 17 لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وكان رئيس مجلس الشورى القطري حسن بن عبدالله الغانم أقام مأدبة عشاء على شرف رؤساء البرلمانات الخليجية بمناسبة مشاركتهم في الاجتماع الـ17 لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وحضر المأدبة رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون ورئيس مجلس الشورى السعودي د. عبدالله بن محمد آل الشيخ ورئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي صقر بن غباش ورئيس مجلس النواب البحريني أحمد بن سلمان المسلم ورئيس الوفد العماني أحمد بن محمد الندابي.
كما حضر أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي ورئيس البرلمان العربي عادل العسومي.
وشهدت المأدبة حضور وفد الشعبة البرلمانية الكويتية وأعضاء من البرلمان العربي وأعضاء الوفود المشاركة.