دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك امس الى تحقيق دولي في انتهاكات الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، محذرا من وضع «متفجر» في الضفة الغربية المحتلة، فيما رفضت اسرائيل زيارته اليها.
وردت سفيرة اسرائيل في منظمات الأمم المتحدة في جنيف ميراف شاحر-ايلون بأن القانون الدولي ليس «ميثاقا انتحاريا»، فيما طلب مندوب فلسطين إبراهيم خريشة من الدول الأعضاء الالتفات إلى «الإبادة الجماعية» التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وتحدث تورك في إحاطة الى الدول الأعضاء في المنظمة عن «مزاعم خطرة للغاية بشأن انتهاكات متعددة وعميقة للقانون الانساني الدولي، أيا يكن مرتكبها، تتطلب تحقيقا معمقا ومحاسبة شاملة»، مؤكدا وجود «حاجة الى تحقيق دولي».
وأعرب تورك عن «قلق عميق بشأن تصاعد حدة العنف والتمييز الحاد بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بما يشمل القدس الشرقية».
وأضاف «في رأيي، هذا يخلق وضعا متفجرا، وأريد أن أكون واضحا: لقد تجاوزنا مستوى الإنذار المبكر بشكل كبير. أطلق أقوى تحذير بشأن مسألة الضفة الغربية المحتلة»، داعيا الأطراف إلى الاعتراف بأن جميع الأرواح البشرية لها قيمة متساوية.
وتابع: «من الواضح أن هناك من الجانبين من يعتبر قتل المدنيين ضررا جانبيا مقبولا أو سلاح حرب متعمدا ومفيدا. هذه كارثة إنسانية وانتهاك لحقوق الإنسان».
ولفت إلى أنه «علينا ألا ندع الغضب يطغى على ضميرنا الأخلاقي»، مؤكدا أن «حرية الإسرائيليين ترتبط بشكل وثيق بحرية الفلسطينيين، فالفلسطينيون والإسرائيليون هم بالنسبة إلى بعضهم البعض الأمل الوحيد للسلام».
في الأثناء، رفضت إسرائيل امس طلبا من تورك لزيارة البلاد، وسط قلق متزايد من تصاعد العنف في حربها مع حماس.
وقالت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول طلب تورك السماح له بزيارة البلاد «إسرائيل ليست على علم بأي فائدة إضافية لزيارة المفوض السامي حاليا».
وخلال الاجتماع، قالت سفيرة اسرائيل ميراف شاحر-ايلون إنه إذا لم تتمكن دولة ما من الدفاع عن نفسها «أو إذا انتقدت لقيامها بذلك بما يتوافق مع القانون الدولي، ستصبح منظمات إرهابية حتما أكثر جرأة وستواصل استخدام أساليبها، مدركة أنها تستفيد من دعم دولي مستمر». في المقابل، دعا مندوب فلسطين الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة في جنيف إبراهيم خريشة الدول الأعضاء للالتفات إلى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مشددا على أنها «إبادة جماعية».
وقال خريشة أمام اجتماع للدول الأعضاء «عليكم أن تصحوا. هذه مجزرة، هذه إبادة، ونحن نشاهدها على شاشة التلفزيون. لا يمكن أن يستمر» ذلك.
من جهته، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل امس إلى إفراج «فوري وغير مشروط» عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة كما طالب إسرائيل بـ «عدم الانسياق خلف الغضب» في الحرب. وقال بوريل أثناء زيارته لتجمع بئيري جنوب إسرائيل وهو أحد المواقع التي هاجمتها حماس «باسم الاتحاد الأوروبي أطلب إطلاق سراحهم فورا وبشكل غير مشروط». وأضاف «أتفهم مخاوفكم وألمكم... أتفهم غضبكم، لكن دعوني أطلب ألا تنساقوا خلف الغضب». وفيما أصدر مجلس الأمن الدولي امس الاول، قرارا صاغته مالطا يدعو إلى «هدنات وممرات إنسانية واسعة النطاق وعاجلة لعدد كاف من الأيام» لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، بأغلبية 12 صوتا وامتناع ثلاثة أعضاء عن التصويت (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا)، دعا الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إدانة «لا لبس فيها» لحماس، مشيرا إلى أنه لا مجال «لهدنة إنسانية طويلة الأمد» مادام لم يطلق سراح الرهائن. ووصفت مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة قرار مجلس الأمن بأنه «لا مغزى له». وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد «أشعر بالفزع من حقيقة أن بعض أعضاء هذا المجلس لا يريدون أن يقرروا إدانة هذه الهجمات الوحشية... ما الذي يمنعهم من إدانة أعمال منظمة إرهابية مصممة على قتل اليهود بشكل لا لبس فيه؟».