- بوتين يدعو إلى حل سياسي للصراع: المجموعة يمكن أن تلعب دوراً مهماً مع الدول العربية بشأن حل الدولتين
- الرئيس الصيني يدعو إلى مؤتمر دولي للسلام وحل عادل للقضية الفلسطينية
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وفد المملكة في الاجتماع الافتراضي الاستثنائي لقادة مجموعة بريكس وقادة الدول المدعوة للانضمام، بشأن تدهور الأوضاع في غزة وذلك عبر الاتصال المرئي، أمس.
وألقى الأمير محمد بن سلمان كلمة المملكة وقال فيها «أنقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتمنياته بنجاح أعمال هذه القمة الاستثنائية التي تنعقد في وقت عصيب يمر به قطاع غزة».
وشكر «فخامة الرئيس رئيس جمهورية جنوب أفريقيا لاستضافة القمة ودعوة المملكة للمشاركة فيها. إن ما تشهد غزة من جرائم وحشية في حق المدنيين الأبرياء وتدمير المنشآت والبنى التحتية بما فيها المنشآت الصحية ودور العبادة. يتطلب القيام بجهد جماعي لوقف هذه الكارثة الإنسانية التي تستمر بالتفاقم يوما بعد يوم ووضع حلول حاسمة لها».
وجدد ولي العهد السعودي «تأكيدنا القاطع على رفض هذه العمليات التي أزهقت الأرواح لألاف الأطفال والنساء والشيوخ، وطالبنا بوقف العمليات العسكرية فورا وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين لتمكين المنظمات الدولية الإنسانية من أداء دورها. لقد بذلت المملكة جهودا حثيثة منذ بداية الأحداث لمساعدة وحماية المدنيين في قطاع غزة بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية جوا وبحرا، وإطلاق حملات تبرعات شعبية عاجلة تجاوزت حتى الآن نصف مليار ريال سعودي. كما دعت المملكة إلى عقد قمة عربية وإسلامية مشتركة غير عادية في الرياض بتاريخ 11 نوفمبر 2023 لبحث العدوان الإسرائيلي».
وقال «صدر عن القمة قرار جماعي يتضمن إدانة العدو الإسرائيلي على قطاع غزة ورفض تبريرها تحت أي ذريعة، وأن يتم بشكل فوري فرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع، ورفضها التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وإدانة تدمير إسرائيل للمستشفيات في القطاع، مطالبة جميع الدول، بوقف تصدير الأسلحة والذخائر لإسرائيل، والبدء بالتحرك باسم جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لبلورة موقف دولي للعدوان على غزة. والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة لتحقيق سلام دائم وشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة».
وأكد أنه «كان ولايزال موقف المملكة الثابت والراسخ أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ونقدر جميع الجهود التي سيتم بذلها وبخاصة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الهادفة للوصول إلى سلام عادل للجميع. وإذ نثمن الدور والجهد الذي تقوم به مجموعة بريكس لمساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق. ونكرر شكرنا لفخامة الرئيس والقادة المجتمعين متمنين أن تحقق هذه القمة الأهداف النبيلة التي عقدت من أجلها».
من ناحيته، اتهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب» و«إبادة» في غزة، داعيا إلى «وقف فوري وكامل لإطلاق النار»، خلال ترؤسه القمة الاستثنائية لمجموعة بريكس.
وقال رامابوزا «يشكل العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين من خلال استخدام غير مشروع للقوة من جانب إسرائيل، جريمة حرب».
وأضاف «يرقى حرمان سكان غزة من الدواء والغذاء والماء والوقود، إلى جريمة إبادة».
وتابع «ندعو فورا المجتمع الدولي إلى الاتفاق على إجراءات عاجلة وملموسة لإنهاء المعاناة في غزة وتمهيد الطريق لحل عادل وسلمي لهذا النزاع»، معددا أبرز الخطوات المقترحة.
وكانت بريتوريا ترأست القمة الافتراضية الاستثنائية لدول مجموعة «بريكس» التي تضمها إلى جانب البرازيل وروسيا والهند والصين، تخصص للبحث في «الوضع في غزة والشرق الأوسط».
وشارك في الاجتماع الافتراضي رؤساء وفود دول مجموعة بريكس الآخرون، بالإضافة إلى زعماء الدول التي تمت دعوتها للانضمام في يناير خلال آخر قمة للمجموعة في جوهانسبرغ، أي السعودية والأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والإمارات، حسبما أفادت جنوب افريقيا.
من جهته، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته أمام قمة المجموعة، إلى حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال إن الوضع في غزة والخسائر في الأرواح ومعاناة الأطفال قضايا تثير قلقا بالغا. وأكد أمام القمة الافتراضية أن المجموعة «يمكن أن تلعب دورا مهما مع الدول العربية بشأن حل الدولتين». وأضاف بوتين أن الهدنات الإنسانية خطوة صحيحة نحو السلام وأنه من المهم عدم جر دول أخرى إلى الصراع
بدوره، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى عقد «مؤتمر دولي للسلام» لحل الصراع.
وقال شي عبر مترجم «لا يمكن أن يكون هناك سلام وأمن مستدامان في الشرق الأوسط من دون حل عادل لقضية فلسطين» داعيا إلى «عقد مؤتمر دولي للسلام بأسرع وقت ممكن بهدف التوصل إلى إجماع دولي».
وأضاف أن مؤتمرا مماثلا سيتيح «العمل على إيجاد حل سريع لقضية فلسطين يكون شاملا وعادلا ودائما».
وأشار الرئيس الصيني خلال مداخلته امام قمة بريكس إلى أنه «منذ اندلاع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني الأخير، تعمل الصين على تعزيز محادثات السلام واتفاق لوقف إطلاق النار».
وتابع أن بكين «قدمت مساعدات إنسانية لتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في غزة» وستواصل القيام بذلك.
ودعت مجموعة بريكس في البيان الختامي للقمة إلى «هدنة إنسانية فورية ودائمة تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية» في غزة.
وقالت في البيان «أكدنا دعمنا للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق وقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين وتوفير المساعدة الإنسانية».