بيروت ـ عمر حبنجر
سرت «هدنة غزة»، على جبهة جنوب لبنان، بتلازم لا خلل فيه، كما بدا نهاية نهار الجمعة.
وتلقى اهالي البلدات الحدودية اشعارات بتوقف اطلاق النار، ما اتاح لهم العودة الى منازلهم وحقولهم باكرا. لكن الجيش اللبناني اصدر تحذيرا للعائدين وقال «تدعو قيادة الجيش المواطنين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلفات القصف المعادي ولاسيما الذخائر الفسفورية والذخائر غير المنفجرة، وعدم الاقتراب منها وإفادة أقرب مركز عسكري عنها أو الاتصال بعمليات القيادة على الرقم 1701».
وكان سريان «هدنة غزة» على جنوب لبنان موضع تساؤلات الاوساط السياسية والشعبية على حد سواء في بيروت، حتى قال مصدر في «حزب الله» ان جنوب لبنان هو جبهة مساندة لقطاع غزة، وتوقف القتال هناك سينسحب على جنوب لبنان، والحزب سيلتزم بالهدنة المعلنة اذا التزم بها جيش الاحتلال، وبالتالي فان أي تصعيد اسرائيلي، خلال فترة الهدنة، سيقابله «حزب الله» بما يجب.
من جهته، قال القائد العام للقوات الدولية في جنوب لبنان «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارون، في تصريح له، ان اي تصعيد في جنوب لبنان ستكون له نتائج مدمرة.
في هذه الأثناء باشر «حزب الله» مسح الاضرار التي أصابت المواطنين اللبنانيين بعد استهداف منازلهم من قبل الجيش الاسرائيلي.
العميد المتقاعد في الجيش اللبناني مارون خريس، رأى ان الحاصل هو هدنة لأربعة ايام من اجل تبادل الأسرى، وبالتالي هو ليس وقفا لإطلاق النار، وحذر خريس، عبر إذاعة «صوت لبنان» من خدعة لاستعادة الأسرى ومن ثم متابعة تدمير غزة، وأشار الى القصف الإسرائيلي غير المسبوق في الأيام الأخيرة للقطاع والجنوب لبنان.
وكانت اسرائيل استبقت «هدنة غزة» بضم قرى جنوبية جديدة الى دائرة نارها المستعرة، واعلنت انه في المرة الاولى اطلق الحزب ثلاثة صواريخ على موقع القيادة العسكرية الشمالية لاسرائيل واعتبرت ذلك خرقا لقواعد الاشتباك.
وبالعودة الى الاستحقاقات اللبنانية السياسية فقد اكدت مصادر وزارية انه لا جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل، خلافا لما تردد في السابق وان الدراسة التي اعدها الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، وتتناول السيناريوهات المطروحة لملء الشغور في القيادة العسكرية، لم تحسم الخيارات «لانها وضعت احتمالات عدة وخلصت الى القول ان القرار يبقى سياسيا».
المصادر ردت تريث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في طرح الأمر على مجلس الوزراء، الى عدم حسم «حزب الله» موقفه، تجنبا للاحراج امام حليفه (مع وقف التنفيذ) جبران باسيل فيما لو اختار مسار البطريرك بشارة الراعي الآيل الى تأجيل تسريح العماد جوزاف عون في العاشر من يناير.
وسينشغل ميقاتي، هذا الاسبوع، بقمة المناخ العالمية التي سيشارك فيها، ممثلا لبنان، فيما يسعى النائب باسيل الى احتكار القرار الحكومي من خلال وزير الدفاع موريس سليم وصلاحيته المتصلة بتسميته قائد الجيش.
وأعربت مصادر متابعة عن خشيتها من ان يضيع تأجيل تسريح العماد جوزاف عون بين الحكومة ومجلس النواب، كما ضاع التمديد للمدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم، بحيث تستمر «المرجحة» في هذا الملف حتى انقضاء فترة خدمته.
وترى «القوات اللبنانية» ان تسمية قائد الجيش للرئاسة كانت لتتم بسلاسة لو ان ثنائي «أمل» و«حزب الله»، وللاسباب المعروفة، لم يعطلا كل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية المخول بتسمية قائد المؤسسة العسكرية.
الرئيس نبيه بري اكد في تصريح نقلته قناة الجديد انه سيدعو الى جلسة نيابية تشريعية في النصف الاول من ديسمبر، بجدول اعمال متكامل، وقال: «اذا حضر حزب القوات اللبنانية الى الجلسة اهلا وسهلا، واذا لم يحضر يناقض نفسه بنفسه في هذه الحال».
وبشأن قيادة الجيش أوضح بري ان: باسيل يريد تعيين قائد جديد وجعجع يريد التمديد للقائد الحالي ويلوموننا عندما قلت ان المشكلة مسيحية - مسيحية، مؤكدا: ان الخيارات محصورة بين التعيين او التمديد ولا خيارا ثالثا ولا تكليف.
وردا على بري اعرب النائب «القواتي» نزيه متى لقناة «الجديد» عن التمسك بتأجيل تسريح قائد الجيش.
على صعيد داخلي آخر حركت دعوة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب الى قمة روحية اسلامية ـ
مسيحية، من بكركي، الاتصالات بين المواقع الدينية الرئيسية في لبنان، وقد اعطى البطريرك الراعي موافقة مبدئية على حضور القمة التي حدد الشيخ الخطيب مكانها في المقر القديم للمجلس الشيعي الاعلى في الحازمية، شرقي بيروت.
وعلمت «الأنباء» ان الشيخ الخطيب سيزور، الاربعاء المقبل، مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان ليبلغه الدعوة، كما سيزور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى للغاية عينها، وستكون هناك مراجعة مسبقة للبيان المفترض صدوره عن القمة المقترحة.