مفرح الشمري
ضمن موسمها الثقافي والفني الجديد، احتضنت قاعة «شادي الخليج» بجمعية الفنانين الكويتيين ندوة «ذكريات الاذاعة الكويتية» بحضور رئيس الجمعية الفنان القدير عبدالعزيز المفرج «شادي الخليج» ونائب رئيس الجمعية الملحن القدير انور عبدالله وعدد من أعضاء مجلس الإدارة ومجموعة كبيرة من المثقفين والفنانين والاعلاميين.
تحدث خلال الندوة الوكيل المساعد لقطاع الإذاعة بوزارة الإعلام والباحث في التراث الكويتي د.يوسف السريع، والأديب عبدالله خلف، والإعلامي القدير ماجد الشطي، حيث افتتح الندوة د.يوسف السريع الذي تحدث عن سعادته بالتعلم على يد جيل الكبار في إذاعة الكويت، وهو ما أوحى له بإصدار كتابه الجديد «تاريخ إذاعة الكويت» والذي يجمع معلومات قيمة حول إذاعة الكويت بما ضمت من رواد أوائل على مستوى أدبي وثقافي وموسيقي فضلا عن تاريخ بدايات الإعلام الكويتي وصوته المنتشر حول العالم، ومنهم المتحدثين بالندوة الأديب عبدالله خلف والإعلامي الكبير ماجد الشطي صاحب الكاريزما المميزة عبر أثير إذاعة الكويت، مشيرا إلى أن هذا التاريخ تضمن أيضا نجوما كبارا وأسماء محفورة في ذاكرة الكويت، منهم المخرج علي الزفتاوي ومهند الأنصاري وغيرهما الكثير. وأكد السريع أن إذاعة الكويت فضلا عن تاريخها العميق فإنها تستبشر مستقبلا أفضل، وذلك من خلال مواكبة التطور التكنولوجي والإعلامي من خلال كوادر كويتية مدربة بمجالات التقديم والإعداد والتنسيق، إلى جانب الثورة المعلوماتية التي جعلت من الأثير سماء مفتوحة يستطيع أي شخص أن يستمع له في أي بقعة حول العالم، من خلال شبكة الإنترنت، كما أصبح التواصل مع أي ضيف حول العالم مهمة سهلة وخلال ثوان تستطيع إذاعة الكويت أن تواكب أي حدث في العالم.
وفي كلمته، قال الأديب عبدالله خلف إنه قبل 60 عاما أنشأنا جمعية الفنانين، وهي الفترة التي واكبت تألق الإذاعة الكويتية، بقيادة الرواد أحمد العدواني وحمد الرجيب وغيرهما من الوافدين الذين ساهموا في نشأة الإذاعة، موضحا أنه تم إنشاء الإذاعة على الطريقة البريطانية وبما تضم من أقسام داخلية، وتسلمت أنا القسم الأدبي وكان معي فهد الحمود الصويلح وشاكر عوض ومحمد الفايز وهو الشاعر الذي أثرى المكتبة الأدبية في ذلك الوقت، وحمد المؤمن ومحمد عبدالرزاق السيد وكنا نستقطب الأدباء والمتحدثين الأوائل مثل عبدالله النوري وغيره الكثير. ودعا خلف إلى الحفاظ على تراث إذاعة الكويت من خلال إعادة نشر هذا التراث الفني المحفوظ في وزارة الإعلام وتفريغ المكتبة الصوتية المتواجدة في الاسطوانات والأشرطة القديمة لتأسيس مكتبة فنية ضخمة لتعريف الأجيال الجديدة بتراث أجيالهم.
من جهته، قال الإعلامي القدير ماجد الشطي في كلمته: «أحيي جمعية الفنانين الكويتيين في ذكرى إنشائها الـ 60 بقيادة الفنان القدير شادي الخليج لدوره في دعم الفنانين وأنشطة الجمعية الرائدة على مستوى الكويت والخليج»، مضيفا أنه يعتبر أصغر المذيعين سنا حين التحق بإذاعة الكويت في بداياتها عام 1964، ولذلك فقد واكب أجيالا مختلفة من الإذاعة الكويتية، مستذكرا حقبة الشيخ الراحل جابر العلي في وزارة الاعلام وحقبة الثمانينيات التي كانت فيها وما وزالت إذاعة الكويت شعلة ومنارة إعلامية وثقافية وذلك حتى قبل قيام مجلس التعاون الخليجي، معربا عن فخره باعتباره أحد كوارد إذاعة الكويت في تلك الحقبة المنيرة حيث ساهم في نقل الصوت الكويتي عبر العالم والذي ساهم في تعزيز صورة الكويت الفنية والأدبية والثقافية منذ القرن الماضي، مستذكرا بعض الرواد أمثال عبدالله الفضالة ومحمود الكويتي وعوض الدوخي وغيرهم الكثير.
وأشار الشطي الى ان إذاعة الكويت كانت أول إذاعة في الوطن العربي تنقل بثا مباشرا من مسرح الحبيب بورقيبة في تونس في آخر الأسابيع الثقافية التي حضرها وكان عريفا للحفل وكان معه من الفنانين الكثير منهم الراحل صالح الحريبي والراحلة رابحة والراحل أحمد العدواني وعبدالله العتيبي، بالإضافة الى الراحل عبدالعزيز حسين الذي كان رئيسا للوفد، وهو ما يؤكد دور إذاعة الكويت الرائد منذ بداياتها من بين الاذاعات الكبرى في الوطن العربي.