روى فلسطينيون أفرج عنهم من سجون إسرائيلية مقابل محتجزين إسرائيليين في إطار اتفاق هدنة لمدة أسبوع، ظروف احتجاز صعبة.
وقالت ربى عاصي (23 عاما) التي أمضت قرابة عامين في السجون الإسرائيلية لصحافيين في الضفة الغربية عقب الإفراج عنها قبل أكثر من أسبوع «الأوضاع في السجن صعبة جدا»، مضيفة أن الإسرائيليين سحبوا من المعتقلين بعد عملية «طوفان الاقصى» التي نفذتها حركة حماس في 7 اكتوبر الماضي «كل إنجازاتهم»، في إشارة الى المطالب التي «ناضلوا من أجلها لسنوات طويلة»، مثل الكهرباء والتلفزيون والزيارات والأغطية وغيرها «كل شيء سحب». وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية في السابع من أكتوبر «حالة طوارئ» في السجون. ولم يعد في إمكان المعتقلين الخروج من زنزاناتهم، بينما تكثفت عمليات التفتيش.
وذكر نادي الأسير الفلسطيني الذي يتابع أوضاع المعتقلين أن زيارات الصليب الأحمر الدولي الى السجون توقفت أيضا. وأضافت ربى عاصي «في سجن الدامون، سحب كل شيء. الغرفة مخصصة لثلاثة أشخاص. كنا سبعة ننام فيها بدون أغطية.. كميات الطعام كانت ضئيلة، وكنا مرات ننام جائعات».
وتابعت «كنا ننام على الأرض من دون فرش، رغم البرد وبغض النظر عن الأعمار».
وأشارت الى أن عمليات التفتيش كانت تحصل «ونحن عاريات».
وأعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن لديها «شهادات وأدلة بالفيديو على تعذيب وسوء معاملة لمعتقلين فلسطينيين يتعرضون للضرب وللإذلال، كأن يطلب منهم ألا يرفعوا رؤوسهم، وأن يركعوا على الأرض وأن ينشدوا أناشيد إسرائيلية وسط ظروف اعتقال رهيبة». وتمكنت وكالة «فرانس برس» من الاطلاع على هذه الصور.
وتحدث الناشط رمزي عباسي (36 عاما) المتحدر من القدس الشرقية والذي أفرج عنه من سجن كتزيوت في صحراء النقب في صفقة التبادل الاخيرة، لوكالة «فرانس برس»، عن «ضرب صباحي ومسائي كل يوم. هناك أسرى كسرت أطرافهم بعد السابع من أكتوبر، ولا يتم تقديم أي علاج طبي لهم».
وقال عباسي الذي حكم عليه في شهر أبريل الماضي بالسجن لمدة عام، وأمضى شهورا في سجن نفحة قبل أن ينقل الى النقب إن «سجن النقب بالفعل مقبرة للأحياء، يعيشون هناك دون طعام، ودون ملابس ولا يلقون أي اهتمام». وتشير «أمنستي» الى أشرطة فيديو يتم التداول بها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها «جنود إسرائيليون يضربون ويهينون فلسطينيين معتقلين، معصوبي العينين، وعارين، ومقيدي المعصمين». ونقلت المنظمة عن فلسطيني من القدس الشرقية قوله إن محتجزين أجبروا على «الإشادة بإسرائيل وشتم حركة حماس». إلا أن ذلك «لم يساعدهم على تجنب الضرب». وأصدر المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية بيانا طالبوا فيه الوسطاء (مصر وقطر والصليب الأحمر الدولي) بالتدخل العاجل لدى الجانب الإسرائيلي لوقف ما أسموه «الهجمة الانتقامية» ضدهم.
وأشار الأسرى في رسالتهم التي وصلت عبر أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخرا، الى وفاة ستة سجناء في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، ووصفوها بـ «الإعدامات»، وتحدثوا عن «تهديدات بالقتل داخل السجون».
وزعمت مصلحة السجون الاسرائيلية أن السجناء توفوا لأسباب صحية غير مرتبطة بظروف الاحتجاز.