أكد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر أن «مستقبل الإنسانية المشترك رهين بالاستقرار والأمن وحق الجميع في الوجود».
وقال في منشور على منصتة «اكس» نقلته وكالة الأنباء القطرية «قنا»: افتتحت منتدى الدوحة 2023 تحت شعار «معا نحو بناء مستقبل مشترك»، ونأمل أن يسهم في إثراء النقاش بين القادة وصناع القرار من مختلف المشارب بما يقود إلى مقترحات وحلول ملموسة للتحديات المعقدة لعالمنا. وأضاف «مستقبل الإنسانية المشترك رهين بالاستقرار والأمن وحق الجميع في الوجود».
وحضر الافتتاح عدد من القادة ورؤساء وفود عدة دول عربية واجنبية، إضافة إلى أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ودينيس فرانسيس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقام أمير قطر، بتسليم جائزة منتدى الدوحة إلى فيليب لازاريني وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين «الأونروا».
من جهته، قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم
آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، ان النسخة الحادية والعشرين من منتدى الدوحة تعقد تحت شعار«معا نحو بناء مستقبل مشترك»، و«أردناه منصة للتواصل بين الشعوب، ليس حين يكون هذا التواصل سهلا فحسب، بل حتى في أحلك الأوقات وفي ظل تصاعد الاستقطاب في العالم، حين يكون التواصل بيننا حاجة لا غنى عنها».
وتطرق إلى الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وقال: «كنا نأمل أن ينعقد المنتدى في ظروف تسمح لنا بأن نتحاور بإيجابية حول مستقبلنا المشترك، بما يترجم طموحات وأحلام شعوب العالم، ولكن، وبكثير من الحزن والألم، نلتقي اليوم، والعالم يعاني تحت ظل أزمات متلاحقة لا هوادة فيها».
وأضاف: «إن ما يحدث في غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، يدفع الشعوب الحرة حول العالم إلى توجيه أسئلة مشروعة حول ماهية النظام الدولي، وفاعلية أدواته القانونية، وصدق مبادئه، وهذه الأسئلة تزداد إلحاحا مع تزايد المشاهد المؤلمة، التي ربما نشيح بوجوهنا عنها من فظاعتها، ولكنها واقع يعيشه مليونان وثلاثمائة ألف إنسان كل يوم منذ أكثر من 60 يوما».
واعتبر أن هذه الأزمة أظهرت بوضوح، ازدواجية المعايير في المجتمع الدولي، حيث انقسم العالم إلى مطالب بإنهاء هذه الحرب وإيقاف آلة القتل، ومتردد حتى في مجرد الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وأكد أن جهود الوساطة لتجديد الهدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس مستمرة على رغم القصف الإسرائيلي المكثف الذي «يضيق المجال» أمام تحقيق نتائج.
وقال إن «جهودنا كدولة قطر مع شركائنا مستمرة. ولن نستسلم»، مضيفا أن «استمرار القصف لا يؤدي إلا إلى تضييق هذا المجال أمامنا».
وتابع «سنواصل جهودنا، نحن ملتزمون بإطلاق سراح الرهائن ولكننا ملتزمون أيضا بوقف الحرب». وتابع لكننا «لا نرى نفس الرغبة عند كلا الطرفين» المتحاربين.
وهيمنت الحرب في غزة على كلمات المتحدثين، اذ أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنه لن يتوقف عن المناشدة من أجل وقف إطلاق نار إنساني في غزة، مضيفا أن الحرب قوضت مصداقية وسلطة مجلس الأمن.
وقال غوتيريش «حثثت مجلس الأمن على الضغط من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية وكررت نداءاتي بإعلان وقف إطلاق نار إنساني». وأعرب عن أسفه لفشل المجلس باتخاذ قرار بوقف إطلاق النار بفعل الفيتو الأميركي، منددا بانقسامات جيواستراتيجية أصابته بـ«الشلل». وتابع قائلا «لن استسلم». وحذر من أن «سلطة ومصداقية مجلس الأمن الدولي قد تم تقويضها بشدة» بسبب تأخر تحركه حيال الحرب، واعتبرها ضربة لسمعته تفاقمت مع استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الجمعة ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في القطاع.
بدوره، اعتبر لازاريني أن تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم جعل المجتمع الدولي يتسامح مع الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
وأضاف «لا شك في الحاجة إلى وقف إطلاق نار إنساني إذا أردنا وضع حد للجحيم على الأرض الآن في غزة».
وعلى المنبر ذاته في الدوحة، حمل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الولايات المتحدة المسؤولية تماما مثل إسرائيل عن قتل المدنيين في غزة بإعطائها «الضوء الأخضر» لذلك.