إن الرجال العظماء والخيرين والمتواضعين والعافين عن الناس يبقون مخلدين في ذاكرة التاريخ تتناقل الأجيال أفعالهم ومآثرهم على مدى الأزمان.
لم يكن سمو الأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ نواف الأحمد حاكما او رئيس دولة يتعامل مع شعبه مثل الكثير من الرؤساء الذين يضعون لهم حاجزا او مانعا بينهم وبين شعوبهم ولا يشعرون بالناس ومطالبهم واحتياجاتهم وشكواهم.
كان، رحمه الله، قريبا من شعبه ويعيش بينهم وكانوا يرونه بمنزلة الوالد والأخ والصديق منذ ان تولى المناصب الحكومية من محافظ إلى وزير ثم ولي عهد ثم أمير، لم يتغير ولم تختلف طباعه التي اتسمت بالهدوء والابتسامة الدائمة والعطف والرحمة وعند تولية الإمارة من اول يوم وهو يسعى جاهدا في العمل على كل ما يرفع من شأن الوطن وكرامته من خلال إقرار العديد من القوانين والقرارات التي تنظم العمل في جميع السلطات التي من شأنها المحافظة على حقوق الناس وجعلهم يعيشون في أمن واستقرار.
دائما كان سموه، رحمه الله، في جميع خطاباته وكلماته نجده يتلمس حاجات الناس ويطالب بتوفيرها وتحقيق جميع مطالبهم، ولم يغب الشعب يوما عن عقله أو تفكيره. وعلى المستوى الإنساني والتلاحم العربي والإسلامي في حرب غزة كانت الكويت من أولى الدول التي ترسل المساعدات الى الاشقاء هناك، فقد كانت القوافل تتواصل يوميا بأوامر منه، رحمه الله، ولم تتوقف الى ان توفاه الله. كذلك ما من دولة في العالم العربي والإسلامي تتعرض لحروب او كوارث او زلازل الا وتجد سمو الأمير، رحمه الله، يوجه بإرسال المساعدات الغذائية والدوائية واللوجستية الى هؤلاء المنكوبين.
لقد كان عهده عهد رحمة ورأفة للداخل والخارج، كان الصلاح والإصلاح والعدالة بين الناس من خلال تطبيق القانون الذي لا يميز بين كبير او صغير، غني او فقير، فكان ذلك بمنزلة الشعار والطريق الذي ينتهجه ويسير عليه، وقد حافظ، رحمه الله، على مواصلة المسيرة وكان خير خلف لخير سلف.
إن الحديث عن اميرنا الراحل غفر الله له يطول ويطول، ولكن عزاءنا ان مسيرة الخير ستستمر بإذن من خلال صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، الرجل الحكيم والمحنك الذي عاصر حكام الكويت السابقين ونهل من تجاربهم ومواقفهم الكثير.
رحم الله اميرنا الراحل الشيخ نواف الأحمد وغفر الله له وجعله في جنات الخلد وعظم الله أجورنا جميعا، وحفظ الله بلادنا من كل مكروه وأدام عليها نعمة الأمن والأمان.