بيروت ـ عمر حبنجر ومنصور شعبان - أحمد عز الدين
أسفرت ضربة نفذتها مسيرة إسرائيلية استهدفت مكتبا تابعا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، مساء أمس، عن مقتل ٦ أشخاص على الأقل وعدد من الإصابات، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وأوردت الوكالــــة، أن الانفجار الذي استهدف مكتبا لـ «حماس» في المشرّفية أدى إلى سقوط ٦ قتلى وعدد من الإصابات.
وأكدت وسائل إعلام لبنانية أن المسؤول في حماس الذي اغتيل هو نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، بالإضافة إلى ٢ من قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، والذين كانوا برفقة العاروري حين استهدافه. وبحسب مصادر أمنية لبنانية، أطلقت مسيّرة أكثر من صاروخ على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وعلى الفور فرضت قوى الأمن اللبناني طوقا أمنيا حول مكان الانفجار، ووصلت سيارات الإسعاف إلى المنطقة لنقل المصابين. وفي السياق ذاته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» إحسان عطايا، أن «الأمين العام للحركة زياد نخالة لم يستهدف في انفجار الضاحية، وهو بخير».
هذا وذكرت «القناة 13» الإسرائيلية أن القيادي الفلسطيني الذي تم اغتياله كان مقررا أن يلتقي أمين عام حزب الله حسن نصرالله.
من جهته، أدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الانفجار، معتبرا أنه «جريمة اسرائيلية جديدة تهدف حكما الى ادخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب والتي تؤدي الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، كما ان هذا الانفجار هو حكما توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان، واننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نحذر من لجوء المستوى السياسي الاسرائيلي الى تصدير اخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة.
واضاف: «إن لبنان ملتزم كما على الدوام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لاسيما القرار 1701 ولكن الذي يسأل عن خرقه وتجاوزه هي اسرائيل التي لم تشبع بعد قتلا وتدميرا، وبدا واضحا للقاصي والداني ان قرار الحرب هو في يد اسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها».
وطلب ميقاتي من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب «تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانية بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت».
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لـ «حماس» عزت الرشق في بيان أن اغتيال العاروري «لن ينال من استمرار المقاومة».
وقال الرشق في بيان إن «عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضد قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة».
وفي السياق، دعت ايران الامم المتحدة لرد عاجل على اغتيال العاروري.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان لها، ان اغتيال العاروري جاء نتيجة الفشل الكبير للكيان الصهيوني في مواجهة المقاومة في غزة.
وقالت الوزارة: ندين بشدة اغتيال العاروري والكيان الصهيوني يتحمل مسؤولية تداعيات مغامرته الجديدة، معتبرة ان اغتيال العاروري و2 من قادة القسام انتهاك لسيادة لبنان.
في المقابل، قال مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقاء مع قناة «إم إس إن بي سي» الأميركية إن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم بيروت، وإن الهجوم لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله.
وأضاف «أوضحنا أن كل من تورط في 7 أكتوبر الماضي هو إرهابي وهدف مشروع».
هذا، وكانت دورة الحياة عادت إلى طبيعتها في لبنان، بعد عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، بكثير من الكلام عن مساع لحلول تنهي أزمة الاستحقاق الرئاسي، مع التداول بموقف، كان أعلنه رئيس مجلس النواب النواب نبيه بري برفضه المقايضة بين رئاسة الجمهورية والقرار 1701، وتركيز البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي على المطالبة بانتخاب رئيس جمهورية جديد وتطبيق اتفاق الطائف.
وما يوازي ذلك بأهميته «زنار النار» الذي يطوق المناطق الحدودية، وتلك التي تبعد نسبيا عن خطوط «قواعد الاشتباك»، المتصاعدة خطورته، وهو ما فرضه العدو الإسرائيلي، ويفاوض، عبر الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين، تحت عنوان إبعاد «حزب الله» الى شمال نهر الليطاني.
وسجل، في اول ايام السنة الجديدة، تصعيد مفاجئ بدأ باستهداف مرآب مستشفى ميس الجبل، واختار جيش الاحتلال تركيز القصف في أول يوم من 2024 على بلدة كفركلا ومحيطها بغارات جوية طالتها كما قرى القطاع الأوسط ومركبا.
ويأتي، في عداد البرنامج الحكومي، استكمال البحث بتعيين رئيس لأركان الجيش وأعضاء المجلس العسكري.
الهم الآخر الذي يقض مضاجع اللبنانيين إلى الوضع المعيشي الصعب، هو الاستحقاق الرئاسي الذي لم تصدر ولا إشارة إلى الآن، حول توافق ما بشأن شخص من سيحمل لقب «فخامة الرئيس».
وكان أول نشاط للبطريرك الماروني بشارة الراعي استقباله، أمس الثلاثاء، وزير الإعلام زياد المكاري الذي قال بعد اللقاء: «انا من الناس الذين يقولون إن ليس علينا ربط مصيرنا بالخارج أكان في السياسة أم في الازمات الكبيرة واينما كانت، نحن من الاساس كلبنانيين يجب علينا اتخاذ قرار انتخاب رئيس للجمهورية يكون صناعة لبنانية 100% أكان في ترشيح او اختيار الاسماء حتى بتاريخ الانتخاب».
وردا على سؤال، اشار المكاري الى انه «كان على وزراء» التيار الوطني الحر «المشاركة في جلسة التمديد للقيادات العسكرية»، مؤكدا «ان العلاقة الجديدة ممتازة بين «المردة» و«الاشتراكي»، وأن موضوع رئيس هيئة الاركان مرهون بخطوة قانونية تضع الامور على السكة الصحيحة».
وكذلك دعا الرئيس فؤاد السنيورة، بعد لقائه البطريرك الراعي، الى «انتخاب رئيس للجمهورية يشكل أملا وجامعا للبنانيين وان تبسط الدولة سلطتها على الاراضي كافة»، مؤكدا ان «حزب الله لا يستطيع ان يفرض رئيسا على اللبنانيين ويجب ألا يتكرر الخطأ الذي ارتكبناه 2016»، وهنا، أيضا، برزت مطالبة عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب ستريدا جعجع، عقيلة رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع، خلال ترؤسها اجتماع «مؤسسة الأرز»، في مقرها بمعراب، رئيس مجلس النواب نبيه بري: «بأن يكمل المسعى الذي كان قد بدأه في مسألة التمديد لقائد الجيش وبنفس الطريقة ليطول ملف انتخاب الرئيس علنا نصل إلى ذلك في أسرع وقت ممكن، خصوصا أننا نمر بظرف صعب جدا على الصعيدين الأمني والعسكري والاقتصادي المالي والبلاد لم تعد تحتمل أي يوم فراغ إضافي».
ميدانيا، تصعيد متواصل في الجنوب، حيث قصفت مسيرات معادية أطراف الناقورة، واستهدفت غارة معادية المنطقة الواقعة بين حولا ومركبا، كما قصف جيش الاحتلال، مدفعيا، أطراف بلدة الجبين ومنطقة البطيشية وأطراف بلدة طيرحرفا، لبونة بين الناقورة وعلما الشعب، وعين الزرقة، وادي بو هريسه في طير حرفا، وسط تحليق لطيران الاستطلاع MK في الاجواء، لاسيما فوق الناقورة وعلما الشعب في القطاع الغربي.
وسقطت قذيفة معادية ما بين الضهيرة وعلما الشعب واستهدف القصف المدفعي المعادي منطقة تلال سدانة بين شبعا وكفرشوبا. ومساء، انتشلت فرق الانقاذ جثة من تحت أنقاض منزل دمره القصف الإسرائيلي في بلدة حولا الجنوبية.
وأعلن «حزب الله» عن استهدافه «تموضعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة يعرا بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة».
كما أعلن عن شنه، ظهر أمس: «هجوما جويا على مقر القيادة 91 المستحدث للعدو الاسرائيلي في إيليت (شمال شرق صفد) بمسيرة انقضاضية وأصابت هدفها بدقة». ونعى الحزب ثلاثة عناصر له من كفركلا في ثلاث غارات، هم: حسن أحمد يحيى، موسى حسن شيت وجهاد موسى شيت.