سقط مئات القتلى والجرحى في هجوم دام بمحافظة كرمان الإيرانية، تزامنا مع الذكرى السنوية الرابعة لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني.
وأعلنت السلطات في طهران أن الهجوم الإرهابي نجم عن تفجيرين متتاليين، مشيرة إلى أن التفجيرين «لم يكونا انتحاريين وإنما تما بواسطة حقيبتين بداخلهما عبوات ناسفة».
ووقع انفجاران بشكل متلاحق قرب مسجد «صاحب الزمان» في كرمان جنوبي إيران على بعد نحو 700 متر من المكان الذي دفن فيه سليماني، حيث كان يتواجد الآلاف على الطريق المؤدي إلى المقبرة إحياء للذكرى السنوية الرابعة لمقتل سليماني بضربة أميركية في بغداد عام 2019.
ووصف نائب حاكم محافظة كرمان رحمن جلالي الانفجارين بأنهما «هجوم إرهابي».
وهرعت فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث لإسعاف المصابين، فيما أفادت تقارير بأن معظم الإصابات وقعت بسبب الهلع الذي أصاب الأعداد الكبيرة التي كانت متواجدة في المكان.
ونقل التلفزيون الرسمي عن رحمن جلالي، نائب حاكم محافظة كرمان التي يتحدر منها سليماني، قوله إن الانفجارين «هجوم إرهابي».
كما نقلت وكالة «تسنيم» للأنباء شبه الرسمية عن مصادر مطلعة لم تسمها، قولها إن «حقيبتين تحملان متفجرات انفجرتا» على الطريق المؤدي الى مسجد صاحب الزمان حيث المقبرة.
وأضافت أن «منفذي هذا الحادث قاموا على ما يبدو بالتفجير باستخدام جهاز تحكم عن بعد».
وأظهرت اللقطات تواجد الآلاف على الطريق، قبل أن يسمع من بعيد دوي انفجار أثار هلعا بين الحاضرين الذين بدأ كثيرون منهم بالركض للابتعاد عن المكان. كما أمكن رؤية دخان يتصاعد في الخلفية، بينما عمل عناصر من قوات الأمن على فرض طوق. وأظهرت المشاهد على التلفزيون الرسمي العديد من سيارات الإسعاف والمسعفين في المكان. ونقلت وكالة «إيسنا» عن محافظ كرمان سعيد تبريزي قوله إن الانفجارين وقعا بفارق عشر دقائق فقط.
وكانت الجموع تحيي الذكرى الرابعة لمقتل سليماني بضربة جوية أميركية فجر الثالث من يناير 2020 بعيد خروجه من مطار بغداد.
وأعلنت ايران يوم حداد وطنيا على ضحايا الهجوم، بينما توعد المرشد الأعلى علي خامئني بـ «رد قاس»، وندد الرئيس ابراهيم رئيسي بالتفجيرين، معتبرا ان ما حصل عمل «جبان» و«مشين».
وقال رئيسي في بيان «لا ريب أن مرتكبي هذا العمل الجبان سيتم كشفهم قريبا وسيحاسبون على عملهم المشين من جانب قوات الأمن وقوات النظام».
هذا، وندد الرئيس الروســي فلاديمير بوتين بالانفجارين «الصادمين بوحشيتهما»، وقــــال في رسالة وجهها الى كل من نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى علي خامنئي إن «اغتيال أشخاص مسالمين يزورون مقبرة أمر يصدم بوحشيته»، مضيفا «ندين بحزم الإرهاب بأشكاله كلها»، وفـق مـا أورد الكرملين.