بيروت ـ منصور شعبان ـ داود رمال
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لوزيرة خارجية المانيا أنالينا بيربوك، خلال استقبالها أمس في السراي بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب والوفد الالماني، احترام لبنان القرارات الدولية كافة بدءا باتفاق الهدنة، وطالب بدعم الجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهامه، فيما شددت بيربوك على اهمية «تطبيق القرار الدولي رقم 1701».
وفي الأثناء، أوعز وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب إلى مندوب لبنان الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة القائم بالأعمال بالوكالة هادي هاشم بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي ردا على الشكوى الإسرائيلية الأخيرة حول عدم التزام لبنان بقرار مجلس الأمن 1701.
وتضمن نص الشكوى المرفوعة «إدانة الأعمال العدائية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر ضد لبنان تزامنا مع حربها على غزة وأدلة موثقة حول خرقها للقرار 1701 وقلب الحقائق من خلال تحميل لبنان مسؤولية تعدياتها السافرة على سيادته وسلامة أراضيه».
وطلبت «الحكومة اللبنانية دعم الأمم المتحدة الدولة اللبنانية لبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية من خلال تقوية القوات المسلحة، لاسيما من خلال تقوية وتعزيز انتشار هذه القوات جنوب نهر الليطاني وتوفير ما تحتاج إليه من عتاد وعديد بالتعاون مع اليونيفيل، بحيث لا يكون هناك سلاح دون موافقة حكومة لبنان ولا تكون هناك سلطة غير سلطة حكومة لبنان، التزاما بالفقرة 3 من القرار 1701، كما يجب العمل على تسهيل العودة الآمنة والكريمة للنازحين من المناطق الحدودية التي نزحوا منها بعد 7 أكتوبر 2023».
وفي ظل غياب الحديث عن الاستحقاق الرئاسي واقتصاره على التصريحات السياسية بسبب الاهتمام بالوضع الجنوبي أولا، قال رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، بعد استقباله السفير الفرنسي هيرفيه غارو «لبنان الرسمي غير موجود في ظل ما يجري وأولويتنا ألا تحصل أي تسوية على حساب سيادة الدولة والمهم تطبيق القرارين 1559 و1701».
ولفت السؤال الذي كتبه رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب أمس عبر منصة «إكس»: «هل يسير جبران باسيل بانتخاب سليمان فرنجية؟ عندها ننتخب رئيسا ونواجه الاعتداءات الإسرائيلية وفي الوقت نفسه يتحسن أداء الدولة والمؤسسات الذاهبة نحو التحلل».
في غضون ذلك، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن عز الدين، خلال احتفال نظمه حزب الله في بلدة برج الشمالي، «إن المقاومة تؤكد أن ما يفعله العدو لن يثنيها عن مواصلة تحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية في المواجهة نصرة لفلسطين وإسنادا لمقاومته وحماية للبنان والدفاع عن أرضه وشعبه، وليتحمل العدو مسؤولية الميدان بيننا وبينه».
أما عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشي فقال، في احتفال بكوثرية السياد الجنوبية، «إن العدو لم يعلن حتى الآن عن أي نصر ميداني عسكري على الأرض ولم يستطع أن يحرر أسيرا واحدا حيا ولم يهجر أحدا من غزة كما كان يريد، كما سحب خمسة ألوية من المعركة وعلى رأسهم لواء غولاني». وقال معاون رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الشيخ عبدالكريم عبيد، خلال احتفال آخر في بلدة حاروف الجنوبية، «يجب أن تزول إسرائيل حتى يتحقق السلام لأنه من دون زوالها لا سلام ولا صلح».
من جهته، رأى المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان ان «الحل بحراك سياسي كبير يعيد خلط الأوراق»، مضيفا ان «المطلوب الاستثمار بقوة لبنان وجبهة نفوذه، ولا قيمة للبنان إلا بسيادته وقراره ومصالحه الوطنية، والصفقات ممكنة إلا بسيادة لبنان».
إلى ذلك، أفاد موقع «القوات اللبنانية» الإلكتروني أمس عن تعرضه لـ «هجوم سيبراني كبير، مساء أمس الأول، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة لعدة ساعات».
في آخر التطورات الميدانية، لجأ العدو الإسرائيلي، بعد فشله بإحراق حرش الراهب في الأطراف الغربية لبلدة عيتا الشعب بالقذائف الحارقة والضوئية وشن غارات عنيفة لاقتلاع الأشجار، إلى ابتكار عملية قضت بمد موقع الراهب بأنابيب بلاستيكية بطول 200م تحتوي على مادة البنزين وإحداث فتحات فيها لتنقيط البنزين من الموقع باتجاه الحرج بمساعدة «درون» كبيرة ورميه على أغصان الأشجار تمهيدا لإحراق الحرش، وعملت وحدة مختصة من الجيش على تفكيكها بحضور عناصر اليونيفيل، وأثناء ذلك تعرض عناصر الجيش واليونيفيل لرمايات معادية دون وقوع إصابات.
ونام سكان المناطق الحدودية على أزيز الرصاص وأصوات القذائف وهدير الطائرات الحربية والغارات المعادية طوال الليل حتى صباح أمس، حيث لم يهدأ الطيران تحليقا مكثفا وبلغ فضاء قرى قضاءي صور وبنت جبيل، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.
كما استهدف القصف المدفعي المعادي منطقة جبل بلاط في خراج مروحين، كما نفذ العدو الإسرائيلي عمليات تمشيط في محيط جل العلام ومنطقة اللبونة.