بيروت ـ منصور شعبان- عامر زين الدين
كان اللافت بعد انتهاء «العشاء العائلي» الذي أقامه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في دارته بحي كليمنصو، بيروت، ما كتبه الزعيم «الاشتراكي»، عبر منصة «X»: «من الأفضل إعادة التذكير بوقائع الاتفاق الثلاثي وموقفي منه أتمنى ان تستوضحوا من الرفيق اكرم شهيب».
كلام جنبلاط أثار انتباه كل من كان مواكبا لمرحلة شكلت منعطفا قويا في «الحرب الأهلية اللبنانية» وشهدت اتصالات ولقاءات تعددت على مدى سنوات «حمراء»، إذا صح التعبير، انتهت بـ«اتفاق الطائف».
وفي تلك الأيام تم توقيع «الاتفاق الثلاثي» في 28 ديسمبر 1985 بين قائد «القوات اللبنانية»، آنذاك، إيلي حبيقة ورئيس «حركة أمل» نبيه بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط برعاية سورية، وهذا الاتفاق عاش 18 يوما فقط إذ انتهى بانقلاب نفذه مؤيدو د. سمير جعجع بتاريخ 15 يناير 1986.
«عشاء كليمنصو» تحقق في 16/01/2024، أي بعد يوم من تاريخ محاصرة جعجع لحبيقة في 15/01/1986، ومعروف عن وليد جنبلاط دقته في تحديد المواقيت واختيار الكلمات المناسبة للإيحاء بما يريد قوله.
ومن هنا انطلق بما كتبه في صفحته عبر تطبيق «X»، و«الأنباء» استوضحت النائب أكرم شهيب موقف جنبلاط، في حينه، أي بعد توقيع «الاتفاق الثلاثي»، فقال ان تعليق «وليد بك» كان: «إنشاء الله بعهد ابني تيمور يتحقق الاتفاق».
وذكر شهيب بعشرات الزيارات إلى دمشق، وبأن «جنبلاط لم يكن راضيا عن الاتفاق وكان لديه شعور بأنه لن يمر». المعطيات المتوافرة، حول ما دار على طاولة العشاء الذي انتهى من دون صدور اي تصريح، توحي بأن جنبلاط لم يبدل موقفه من رئاسة الجمهورية وزيارة فرنجية عائلية.
وقد أكدت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي لـ«الأنباء»، ان اللقاء اتسم بالإيجابية والانفتاح، والتأكيد على العلاقات التاريخية منذ ايام الزعيم كمال جنبلاط ورئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية.
كما انها اتت تكريسا لزيارة النائب تيمور جنبلاط الى بنشعي، لاسيما في المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان في ضوء الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وتعاظم المخاوف من حرب على نطاق أوسع، وصولا الى واقع الدولة المنهار وكلها تتطلب الحد الادنى من التضامن والبحث عن مآل الملفات التي يلتقيان عليها راهنا».
من جهته، قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي عسيران، في بيان، ان «ما يمر به لبنان اليوم خطير جدا، والأستاذ وليد جنبلاط هو اكثر من يدرك هذه الأمور، وربما يأتي اجتماعه بالحل لمعضلة الرئاسة»، وأكد «أننا احوج ما نكون الى التفاهمات التي تجمع في سبيل قيادة لبنان» وأشار أن «السيد سليمان فرنجية لديه ما يمكن جمع البلاد وقيادتها في هذه الظروف الصعبة».
وترافق «عشاء كليمنصو» مع استئناف الحديث عن اجتماع قريب للجنة العربية - الدولية المولجة معالجة المسألة الرئاسية، مع احتمال ان تكون هناك زيارة مؤجلة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وما يدعم هذا الاستنتاج رفض اللبنانيين ربط الاستحقاق الرئاسي بالحرب على غزة، وقد تبلغ كل الموفدين ضرورة انتخاب رئيس للبنان أظهر الواقع انه لا يمكن بت اي امر مصيري بغيابه.
في المقابل قال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب بعد لقائه السفيرة الكندية لدى لبنان ستيفاني ماكولم ان لبنان «بادر إلى وضع تصور جدي لضمان استقرار حدوده الجنوبية من خلال الرسالة الأخيرة التي تقدم بها إلى الأمم المتحدة. ننتظر من الدول الفاعلة دعم هذه المبادرة حفاظا على الامن والسلم الاقليميين، ولمنع توسع رقعة الحرب في الشرق الأوسط».
في غضون ذلك، قال رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل لقناة «الجديد»: «إن الكلام عن تسليحنا من قبل الإسرائيليين لا أساس له وهدفه التأثير علينا لأنهم لا يقدرون أن يواجهونا بالسياسة ولا خيار آخر لديهم إلا تخويننا».
وأضاف: «حزب الله يورط لبنان غصبا عن كل اللبنانيين»، معتبرا ان «الدولة رهينة والحل باستعادتها قرارها ومنع أي كان من أن يجر لبنان والمنطقة إلى حرب»، موضحا أن «مواجهة الميليشيا تكون أما الرد بالقوة وهذا ما يقود إلى حرب أهلية ونرفضه أو بالمواجهة السلمية وتشكيل جبهات مواجهة سياسية».
ميدانيا حافظ التصعيد في الجنوب على وتيرته بتنفيذ طيران العدو، صباح امس، اكثر من 15 غارة، كما، قصف في فترة ما قبل الظهر، تلة المطران في حمامص، وأغار الاحتلال 8 مرات على اطراف حولا، وادي السلوقي والمجدل.
وألقت القوات الإسرائيلية مناشير في أجواء بلدة كفركلا، دعت فيها أهالي البلدة إلى منع«حزب الله» من إطلاق الصواريخ منها لسلامتهم.
وجاء في المناشير التي تم تداول صورها ومضمونها عبر مواقع التواصل: «إلى سكان جنوب لبنان.. من هذه المنطقة يتم إطلاق صواريخ من قبل حزب الله الإرهابي.. عمليات كهذه ستؤدي إلى رد قاس.. من أجل سلامتكم لا تكونوا ذنبا للأعمال الإرهابية في ساحات بيوتكم».
وبحسب المعلومات فإن قصفا فوسفوريا إسرائيليا استهدف «كفركلا»، اليوم الثلاثاء، فيما قصفت دبابة «ميركافا» بعض المنازل فيها.