أوضح مصدر ديبلوماسي مصري أن القاهرة حريصة على اتفاقية السلام مع إسرائيل، لكنه اشار الى ان ما يحدث في المنطقة يهدد السلام وليس تهديد للاتفاقية فحسب، مؤكدا في الوقت ذاته انه لا يوجد هناك اي انتهاك للاتفاقية من الجانب المصري منذ بدء الحرب. واضاف المصدر ان مصر لن تقبل بأي نزوح قسري للفلسطينيين خارج أراضيهم، مؤكدا ان مصر لن تفرط في شبر واحد من أراضيها، وان قيام الدولتين هو الحل للقضية الفلسطينية.
وتابع: مصر تصر على تقديم وايصال المساعدات الى فلسطين، حيث لم يتم غلق معبر رفح 7 اكتوبر الماضي حتى الآن، في المقابل، استهدفت اسرائيل المعبر 7 مرات من الجانب الفلسطيني، ما استدعى تدخل مصر لإعادة اصلاح المنفذ والطرق لتدفق المساعدات الى فلسطين.
وقال إن المساعدات تتحرك من معبر رفح المصري الى معبر نتسانيا على مسافة 200 كلم للتفتيش من الجانب الإسرائيلي ويبلغ زمن الرحلة بين 18 و24 ساعة وبعد ذلك تعود مرة اخرى الى معبر رفح للدخول الى القطاع.
واكد أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والصليب الاحمر الدولي هما من تتوليان تسلم وتوزيع المساعدات على أهالي غزة، وهما من تحددان صلاحية وانواع الاطعمة التي تدخل القطاع، ولكن هناك من يتعمد الاساءة لمصر، وان مصر تستولي على المساعدات رغم ان مصر ورغم الازمة الاقتصادية هي اكثر دولة قدمت مساعدات للفلسطينيين، وقد تجاوزت قيمة المساعدات المقدمة خلال هذه الفترة فقط 5.5 مليارات جنيه.
واكد المصدر ان مصر لم تذهب الى محكمة العدل الدولية لمقاضاة اسرائيل لأنها تلعب دور الوسيط في القضية الفلسطينية.
وقال إن الحرب الدائرة في غزة تؤثر على حركة الملاحة بالبحر الاحمر وقناة السويس، ما يؤثر على حركة التجارة العالمية، مضيفا ان ما يحدث الآن سيؤدي الى زيادة اعداد الهجرة غير الشرعية لأوروبا وكذلك تهديد الامن والاقتصاد الاوروبي. واضاف: ان ضرب الحوثيين في اليمن لن يحل القضية، لكن ربما يكون بداية انزلاق المنطقة في صراع اقليمي، وان مصر ضد أي حل عسكري في المنطقة.
الى ذلك، اشار المصدر ان الرؤية المصرية تجاه تطورات الأوضاع الراهنة بقطاع غزة تتمثل في عدة نقاط وهي: ضرورة تكثيف الضغوط الدولية والاقليمية للتوصل الى هدنة انسانية جديدة ووقف اطلاق النار في قطاع غزة، ورفض كل المحاولات التي تستهدف التهجير للشعب الفلسطيني الى دول الجوار واهمية استصدار قرارات دولية تجرم اعمال التهجير القسري او الطوعي لسكان قطاع غزة تحت مختلف الظروف.
وكذلك، ضرورة وقف إسرائيل استهداف البنية التحتية والمدنيين والمنشآت العامة في ضوء تجاوز إسرائيل حق الدفاع عن نفسها بما يخالف القانون الدولي الانساني وضرورة التزامها بمسؤولياتها عن المناطق الفلسطينية المحتلة. وأهمية وجود أفق لتسوية القضية الفلسطينية على أساس اقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس.
كما أن مصر تقوم بفتح معبر رفح بصفة دائمة ووفقا لاعتبارات الأمن القومي المصري والاحتياجات الانسانية لسكان القطاع.