استدعت باكستان سفيرها في طهران ومنعت السفير الإيراني من العودة الى إسلام آباد في أعقاب قصف جوي إيراني في منطقة حدودية بغرب البلاد أسفر عن سقوط قتلى. وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بلوش في بيان إن «انتهاك إيران غير المبرر والفاضح لسيادة باكستان هو خرق للقانون الدولي وغايات ومبادئ الأمم المتحدة»، لافتا إلى أن طفلين قتلا وأصيبت ثلاث فتيات بسبب انتهاك إيران للمجال الجوي الباكستاني.
وشدد على أن هذا الأمر «غير مقبول على الإطلاق ويمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة»، مشيرا إلى انه تم استدعاء القائم بالأعمال الإيراني إلى وزارة الخارجية الباكستانية، حيث تم نقل إدانة باكستان الشديدة لهذا الانتهاك الصارخ لسيادتها، مؤكدا أن «المسؤولية عن العواقب ستقع على عاتق إيران بالكامل».
وتابع المتحدث باسم الخارجية الباكستانية بالقول إن «الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذا العمل غير القانوني قد حدث على الرغم من وجود عدة قنوات اتصال بين باكستان وإيران»، مؤكدا أن «مثل هذه الأعمال الأحادية لا تتفق مع علاقات حسن الجوار ويمكن أن تقوض الثقة الثنائية بشكل خطير». وأشار الى أن «باكستان تقول دائما إن الإرهاب تهديد مشترك لجميع دول المنطقة ويتطلب عملا منسقا». ولم تذكر الخارجية الباكستانية مكان القصف الجوي الإيراني، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه استهدف أماكن قريبة من بنجغور في محافظة بلوشستان بجنوب غرب باكستان، والتي تتشارك حدودا بطول نحو ألف كيلومتر مع إيران.
جاء ذلك بعد ساعات من شن طهران ضربات صاروخية ضد أهداف وصفتها بـ «الإرهابية» في كل من إقليم كردستان شمالي العراق وسورية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن طهران استهدفت «مجموعة إرهابية إيرانية» في باكستان المجاورة.
وقال أمير عبداللهيان، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أمس، «فيما يتعلق بباكستان، لم يتم استهداف أي من مواطني البلد الشقيق والصديق بصواريخ ومسيرات إيرانية»، مضيفا «تم استهداف ما يسمى جماعة جيش العدل، وهي مجموعة إرهابية إيرانية».
في سياق متصل، أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية بتدمير قاعدتين مهمتين للجماعة المذكورة في ضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة مساء امس الاول.
وقالت وكالة «تسنيم» إن القاعدتين المستهدفتين تقعان في منطقة تعرف باسم كوه سابز (الجبل الأخضر) في إقليم بلوشستان الباكستاني «الذي يعد واحدة من أكبر قواعد» جماعة «جيش العدل».
جدير بالذكر أن جماعة «جيش العدل» تبنت في منتصف ديسمبر الماضي، هجوما على مركز للشرطة في مدينة راسك بجنوب شرق إيران، أدى الى مقتل 11 عنصرا.
الى ذلك، دعت بكين كل من باكستان وإيران إلى «ضبط النفس»، وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي أمس «نناشد الطرفين ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تفضي إلى تصعيد التوتر، والعمل معا لحفظ السلام والاستقرار».