تبنت جامعة الدول العربية قرارا يدين القصف الإيراني الذي تعرضت له أربيل بإقليم كردستان شمال العراق.
وقالت الجامعة العربية في بيان عقب الاجتماع الوزاري الطارئ الذي دعا اليه العراق وأقيم عبر «الفيديو كونفرنس» أمس، إنها تدين بشدة القصف الإيراني الذي تعرضت له أربيل، لافتة الى تبني قرار عربي بهذا الشأن من سبعة بنود، تضمن الإدانة الشديدة للقصف الذي تعرض له إقليم كردستان العراق وأسفر عن مقتل عدد من المواطنين الأبرياء وتدمير عدد من المواقع المدنية واعتبار هذا الاعتداء عدوانا سافرا على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي وخرقا جسيما لمبادئ حسن الجوار والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية. وأدان القرار جميع المبررات والذرائع التي ساقتها الحكومة الإيرانية والتي لا تعطي الحق لأي دولة في انتهاك سيادة دولة أخرى وتعريض حياة مواطنيها للخطر بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وحملت الجامعة العربية في قرارها، إيران جميع عواقب هذا الانتهاك وما نتج عنه واعتباره سابقة خطيرة قد يؤدي تكرارها إلى تكدير السلم والأمن في المنطقة بشكل كامل. وأكدت على وحدة وسيادة الأراضي العراقية ضد أي اعتداء أو انتهاك خارجي والتأكيد على حق العراق بصفته عضوا مؤسسا في جامعة الدول العربية وعضوا في الأمم المتحدة باللجوء إلى جميع الوسائل الديبلوماسية والقانونية التي يكفلها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية في الرد على هذه الانتهاكات.
واختتم القرار بالطلب من العضو العربي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبالتنسيق مع العراق لحشد الدعم اللازم لإصدار القرارات التي تدين هذا الاعتداء بوصفه انتهاكا للسيادة العراقية وخرقا لمبدأ حسن الجوار والقوانين والأعراف الدولية.
إضافة إلى ذلك، كلفت الجامعة العربية مجلس السفراء العرب في نيويورك وجنيف وفيينا وبروكسل وواشنطن ولندن وباريس وبكين وموسكو بإحالة القرار إلى وزارات خارجية تلك الدول فضلا عن المنظمات الدولية المتواجدة فيها والطلب من الأمين العام للجامعة متابعة هذا الموضوع ومخاطبة الدول الأعضاء في مجلس الأمن وسكرتير عام الأمم المتحدة بشأن مضمون هذا القرار، فضلا عن متابعة الشكوى التي تقدم بها العراق إلى مجلس الأمن وتقديم تقرير إلى مجلس الجامعة العربية في دورته المقبلة.
من جانب آخر، شدد وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي على أن القصف الإيراني على إقليم كردستان مدان ومرفوض رفضا قاطعا، فيما أفادت مصادر أن رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور برزاني ألغى اجتماعا مع وزير الخارجية الإيراني على هامش منتدى دافوس الاقتصادي احتجاجا على الضربات الصاروخية. وقال العباسي في تصريحات خاصة لقناتي «العربية» و«الحدث» الإخباريتين إن هذه الهجمات تتنافى مع الاتفاقية الأمنية مع إيران، والتي من الممكن الذهاب إلى تعليقها. وأضاف أن ما تقوم به إيران يضر بالعلاقات الثنائية وكان عليها تقديم ما تمتلكه من معلومات عن أنشطة تجسس في أربيل للسلطات العراقية للتحقق منها.
هذا، وقدم العراق شكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن هجوم الحرس الثوري الأخير على مدينة أربيل.