كثفت إسرائيل غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على مدينة خان يونس جنوبي غزة مع دخول الحرب يومها الـ108، وتزامن ذلك مع دعوات أوروبية من اجل فرض «حل الدولتين» من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
فقد شدد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم في الشرق الاوسط هي «فرض حل الدولتين من الخارج»، مؤكدا أن إسرائيل لا يمكنها بناء السلام «بالوسائل العسكرية وحدها».
وكرر بوريل الإدانة الصادرة عن الأمم المتحدة لرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «غير المقبول» الدعوات لإقامة دولة فلسطينية بعد حرب غزة.
وأكد أنه عرض على وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي «نهجا شاملا» للتوصل إلى سلام دائم بما في ذلك عقد مؤتمر دولي لهذا الغرض.
في هذه الاثناء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين خلال اجتماع مع نظرائه الأوروبيين أمس إنه عرض فكرة جزيرة صناعية تكون وطنا بديلا للفلسطينيين.
في المقابل، أكدت جامعة الدول العربية ان الوضع الكارثي في غزة يملي بصورة عاجلة وملحة على المجتمع الدولي بقيمه وقوانينه ونظمه وجوب التحرك «الفوري والفعال» لوقف حرب الإبادة بالقطاع.
وقال الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة سعيد أبوعلي في كلمته خلال الدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث جرائم ومخططات الاحتلال ضد الفلسطينيين امس ان الحرب التدميرية على غزة والشعب الفلسطيني مستمرة للشهر الرابع على التوالي بارتكاب المزيد من الجرائم المروعة فيما تتفاقم المأساة الكارثية التي يعانيها أهل القطاع بتلاشي أدنى متطلبات وأسباب الحياة.
وأكد أبوعلي ان الأولوية حاليا هي مضاعفة الجهود واتخاذ كل التدابير اللازمة لوقف حرب الإبادة وإنقاذ ما تبقى، مبينا ان حرب الإبادة المتواصلة وعمليات التهجير القسري لسكان غزة من الشمال إلى أقصى الجنوب وفرض النقل الجماعي يفاقم من المأساة ويعيد استحضار صور النكبة لعام 1948.
بدوره، دان مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية مهند العكلوك في كلمته حرب الابادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة، معتبرا الكيان هو قوة احتلال غير قانوني ونظام فصل عنصري. وأكد العلكوك أن التصدي لتهجير الشعب الفلسطيني يجب أن يتم من خلال إلزام الكيان الصهيوني بسلسلة خطوات تشمل الوقف الفوري للعدوان ورفع الحصار وضمان تدفق الإغاثة إلى كامل القطاع ودخول المنظمات الدولية الإغاثية إليه وإعادة تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية وسرعة تأهيل البنية التحتية الأساسية والسماح بعودة الحياة. ميدانيا، واصل الجيش الإسرائيلي قصف خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة والتي يتركز فيها القتال منذ أسابيع، فيما دعت عائلات المحتجزين الاسرائيليين حكومة بنيامين نتنياهو الى التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لإطلاق سراحهم.
وأفاد شهود عيان عن قصف إسرائيلي كثيف على خان يونس واشتباكات عنيفة دارت بين جنود إسرائيليين ومقاتلين من «حماس» قرب جامعة الأقصى ومستشفى ناصر في المدينة.
في سياق متصل، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية في بيان بأن الدبابات الإسرائيلية اقتربت من مستشفى الأمل التابعة لها، وأنهم فقدوا الاتصال تماما مع طواقمها بخان يونس نتيجة للتوغل البري.
وأضافت أن مركبات الاسعاف تعجز عن الوصول إلى المصابين والجرحى في المدينة، جراء حصار القوات الإسرائيلية لمركز اسعاف الجمعية واستهدافها كل من يحاول التحرك في المكان، ووصفت الوضع الصحي في خان يونس بأنه «كارثي».
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في بيان ان «عشرات الشهداء والجرحى مازالوا في الأماكن المستهدفة والطرقات، والاحتلال الإسرائيلي يمنع تحرك سيارات الاسعاف لانتشالهم».
وأعلنت الوزارة الصحة عن ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب على القطاع إلى أكثر من 25 ألفا منذ السابع من أكتوبر الماضي، فيما وصل عدد الإصابات إلى 63 ألف جريح.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس)، في بيان امس أنها استهدفت دبابة من نوع ميركافا بقذيفة «الياسين 105» غرب مدينة خان يونس، فيما قالت الإذاعة الإسرائيلية إن جيش الاحتلال عمق ووسع من عملياته في المدينة، مشيرة الى أن هناك 7 ألوية تنشط تحت الأرض وفوقها في المنطقة.
جاء ذلك، غداة تجمع أقرباء للمحتجزين وداعمين لهم قرب مقر نتنياهو الرسمي في القدس المحتلة للمطالبة باتفاق يفضي إلى إطلاق سراحهم.
وقال جلعاد كورنبلوم الذي لايزال ابنه محتجزا في غزة «نريد من حكومتنا أن تنصت وتجلس إلى طاولة المفاوضات وتقرر القبول باتفاق يناسب إسرائيل».
وفي سياق متصل، أعلن جون بولين، والد أحد الرهائن «في صباح السابع من أكتوبر، تخلت هذه الحكومة ورئيس الوزراء عنا تماما.. نطلب من الحكومة أن تقوم بدورها، أن تقترح اتفاقا، أن تنفذه بصورة جيدة وتعيد الرهائن المتبقين أحياء».
إلى ذلك، بقى الوضع الإنساني والصحي حرجا بحسب الأمم المتحدة في قطاع غزة الذي نزح داخله ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص يمثلون أكثر من 80% من السكان هربا من القصف والمعارك.