بيروت ـ منصور شعبان - أحمد عز الدين ـ اتحاد درويش
يشكّل الوضع الميداني المتفجر في الجنوب قبلة الأنظار لدى اللبنانيين، قبل أي أمر آخر على أهميته، ويوازيه في الأهمية الملف الرئاسي المعجل ـ المؤجل إلى حين. ويبدو الاهتمام منصبا باتجاه الاجتماع المؤجل لرئيس مجلس النواب نبيه بري مع سفراء «المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية» للتداول بالملف، في ظل أجواء أقرب إلى التفاؤل حول إمكان فك ربط الاستحقاق بانتهاء الحرب على غزة، معطوفا على لقائه بالسفيرين السعودي وليد بخاري والمصري علاء موسى قبل أيام.
ويتم التداول بتحرك ديبلوماسي لبكركي، حيث يتوقع ان يلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي، قريبا، عددا من السفراء العرب والأجانب لوضع الملف الرئاسي في سلم الأولويات من دون دخوله في لعبة الأسماء، ومنذ مدة يسعى الراعي في لقاءاته الحزبية المسيحية إلى أرضية مشتركة.
ويــدور فـي الأروقــة السياسية أن مدير الإعلام في بكركي وليد غياض التقى وفدا من حزب الله ضم مسؤول ملف العلاقة مع المراجع المسيحية محمد سعيد الخنسا ومصطفى الحج علي اجتمع في منزل النائب فريد هيكل الخازن.
وكان أمس الأربعاء يوما نيابيا بامتياز، حيث التقت معظم الكتل تحت قبة البرلمان لمناقشة موازنة الدولة لعام 2024، وكانت الأنظار متجهة نحو ما سيقوله رئيس «تكتل لبنان القوي» النائب جبران باسيل وما إذا كان سيغادر القاعة بعد إلقائه كلمته.
وتخللت الجلسة سجالات ومشادات حادة كادت تصل إلى الاشتباك وتطيير الجلسة بين نواب «التغيير» وآخرين من كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري لولا تدخل عدد من النواب من الكتل الأخرى حالوا دون الوصول إلى الأسوأ، فيما بقي نواب حزب الله وكتلة «القوات» من المتفرجين.
البداية، كانت بسجال حاد بين رئيس المجلس بري والنائب ملحم خلف الذي اعترض على التشريع في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية.
وعندما أعطى بري الكلام لرئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان لتلاوة تقرير اللجنة طلب نائب التغيير ملحم خلف الكلام بالنظام، فرد الرئيس بري الكلام بالنظام خلال المناقشة وليس الآن.
لكن خلف أصر على الكلام واعتبر ان الجلسة حكمية وفقا للمادة 74 من الدستور لانتخاب رئيس الجمهورية، فكرر بري كلامه أكثر من مرة انه عند بدء المناقشة يعطيه الكلام بالنظام.
وأمام إصرار خلف هدده بري بإخراجه من القاعة، لكنه عقب «لن اجعل منك بطلا» فاحتج نواب من «التغيير» وقالوا «ما حدا بيطلع لبرا»، وتدخل عضو كتلة رئيس المجلس قبلان قبلان وقال «لسنا في جلسة حكمية بل في جلسة تشريعية لمناقشة وإقرار الموازنة».
وتابع خلف كلامه بمناصرة من النائبة بولا يعقوبان وآخرين، فتدخل النائب علي حسن خليل وقال يجب وقف هذه «المسرحيات»، فرد النائب فراس حمدان «عندكم مستمرة من 30 سنة، وخلصنا من السلبطة» فتشنج الجو بين النائبين خليل وحمدان فتدخل نواب وحالوا دون وصولهما إلى بعض.
وتوجه النائب جهاد الصمد إلى نواب التغيير بالقول «البلاد في أزمة والناس تموت جوعا والمطلوب إقرار الموازنة»، فهدأت الجلسة وبدا النقاش.
وتلا النائب كنعان تقرير لجنة المال، مشيرا إلى ان الدولة عاجزة عن الاستدانة من الخارج ولا اموال في الداخل.
وتحدث عن ارقام غير واقعية للواردات وعن زيادة الرسوم يصل بعضها إلى 50 ضعفا، مما يضعف الرؤية الاقتصادية اضافة إلى الازدواج الضريبي.
وقال كنعان «دولة بلا حسابات هي دولة بلا ذمة، ودولة من دون ذمة هي دولة من دون شرف».
وطلب الرئيس بري شطب الجملة من المحضر، وأوضح لرئيس الحكومة الذي احتج قائلا «الموضوع بالعموم وليس المقصود الحكومة ومع هذا تشطب من المحضر».
وبعد انتهاء كلمة كنعان، طلب النائب علي فياض الكلام بالنظام فرد بري أعطيت وعدا للنائب خلف الذي طلب الشروع بانتخاب رئيس، لأنه لا دولة من دون رأس، ولا نقبل ان نترك للخارج يقرر عنا، وأنا لا أشارك في هذا الانقلاب ولذا سأغادر، وترك القاعة ومع نواب آخرين من «التغيير».
وفي مداخلته، تناول النائب جورج عدوان الوضع السياسي رافضا ربط مصلحة لبنان بالخارج وحرب غزة، وتناول الوضع المالي وتحدث عن مشكلة كبيرة في القضاء.
النائب جميل السيد انتقد تغييب المجلس عن التشريع، مما أعطى الحكومة الحرية لتفعل ما تريد. فعلّق بري: عام 2016 شرعنا 77 قانونا بغياب رئيس الجمهورية وفي العام 2024 تغير الدستور.
ووصف عضو «تكتل تجدد» النائب أشرف ريفي الموازنة بـ «الكارثية والتدميرية»، معللا بذلك مشاركته في الجلسة من أجل إسقاطها، معتبرا أن التعديل الذي طرأ عليها أفضل، ولكنه ليس مقبولا من التكتل، لأنها برأيه ليست بموازنة.