تظاهر عشرات آلاف الإسبان في مدريد تنديدا بقانون العفو عن انفصاليين كاتالونيين متورطين في محاولة انفصال عام 2017، في محاولة أخيرة عشية عرضه على البرلمان.
وشارك في التظاهرة التي دعا إليها الحزب الشعبي المحافظ، 45 ألف شخص، بحسب الشرطة في مدريد.
وسيتم الثلاثاء أمام اعضاء البرلمان تقديم قانون العفو الذي سمح لرئيس الوزراء بيدرو سانشيز بالبقاء في منصبه لأربع سنوات أخرى، والذي سيستفيد منه الانفصاليون الكاتالونيون المتهمون بـ «الإرهاب»، وفي مقدمهم كارليس بوتشيمون، رئيس الحزب الانفصالي «معا من أجل كاتالونيا».
ولوح متظاهرون بالأعلام الإسبانية، بينما حمل آخرون الأعلام الأوروبية في ساحة إسبانيا الشهيرة.
وشارك في التظاهرة ألبرتو نونييس، زعيم الحزب الشعبي ومنافس سانشيز في الانتخابات التشريعية التي جرت في 23 يوليو2023، واعدا «بإنقاذ إسبانيا ديموقراطيا وبأن يعيد للإسبان حقهم في بلد لم يختاروه».
وكان برفقته رئيس الوزراء السابق ماريانو راخوي ورئيسة منطقة مدريد إيزابيل دياز أيوسو.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: «لا للعفو!».
وحضرت سيلفيا سوبرال (64 عاما) للاحتجاج على «هذه الحكومة الخائنة» التي تريد «تدمير الأمة الإسبانية» ودعت إلى «انتخابات جديدة».
ورأت في عودة بوتشيمون المحتملة «إهانة» ما لم تكن «لدخوله السجن».
وجاءت بيبا سانشيز (70 عاما) وهي من سكان مدريد، كي «تدافع عن الدستور الإسباني»، معربة عن اسفها لأن العفو «سيصبح قانونيا الآن».
ويبدو «من غير المقبول» بالنسبة لدييغو غارسيا (72 عاما) منح العفو لهؤلاء الأشخاص المدانين بـ«الإرهاب المحض».
كما يعارض حزب فوكس اليميني المتطرف تدابير العفو هذه، وكان قد نظم العديد من التظاهرات التي تخللتها أعمال عنف في الأشهر الأخيرة، لاسيما أمام مقر الحزب الاشتراكي، حيث هتف نشطاؤه أن رئيس الوزراء «ديكتاتور».
وتمكن سانشيز خصوصا من كسب تأييد الحزب الانفصالي في كاتالونيا «معا من أجل كاتالونيا» (خونتس بير كاتالونيا) برئاسة كارليس بوتشيمون الذي فر إلى بلجيكا قبل ست سنوات هربا من إجراءات قضائية، على خلفية دوره في قيادة مسعى المنطقة الواقعة في شمال شرق البلاد للاستقلال عام 2017.
ولقاء دعم سانشيز ومنحه أصوات الحزب السبعة، حصل بوتشيمون من رئيس الوزراء على وعد بإقرار قانون عفو عن مئات الملاحقين قضائيا بسبب دورهم في مسعى كاتالونيا للاستقلال.