- الكويت والسعودية ترتبطان بعلاقات متجذرة وتربط بينهما أواصر النسب والجوار والتاريخ والمصير المشترك والتنسيق حيال القضايا الإقليمية والدولية
- العلاقات الكويتية ـ السعودية تمثل نموذجاً استثنائياً وفريداً للعلاقات المبنية على أسس صلبة ترتكز على الروابط الأخوية التاريخية بين القيادتين والشعبين
استقبل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد بقصر السيف صباح امس صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس والوفد المرافق، وذلك بمناسبة زيارته للبلاد.
حضر المقابلة كبار المسؤولين بالدولة.
إلى ذلك، يغادر صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن اليوم متوجها إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك في زيارة دولة يجري خلالها مع القيادة السعودية مباحثات تهدف إلى تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين.
ويرتبط البلدان الشقيقان بعلاقات متجذرة تجاوزت أبعاد العلاقات الرسمية بين الدول إلى مفهوم الاخوة والمصاهرة، إذ تربط بينهما أواصر النسب والجوار والتاريخ والمصير المشترك، إلى جانب التنسيق حيال القضايا الإقليمية والدولية تأكيدا على التعاون الوثيق الذي رسخته قيادتا البلدين عبر الزمن ورؤيتهما الواعدة.
وتعكس زيارة صاحب السمو الحرص المتبادل لدى قيادتي البلدين الشقيقين على التواصل والتشاور المستمر حول مجمل القضايا استكمالا لنهج متأصل لدى البلدين للدفع قدما بتلك العلاقات نحو آفاق أرحب.
وتـعـاقـبـت الزيارات المتبادلة في السنوات الأخيرة بين قيادتي البلدين، إذ زار صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد المملكة في الأول من يونيو 2021، حينما كان وليا للعهد، ثم زارها في 25 أكتوبر من عام 2021 لحضور قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مدينة الرياض، وأعقبها بزيارة في 14 ديسمبر لترؤس وفد الكويت في اجتماع الدورة الـ 42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي 16 يوليو عام 2022 زار صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد المملكة، حيث ألقى كلمة الكويت في قمة جدة للأمن والتنمية، ثم زارها في الثامن من ديسمبر لحضور الدورة الـ 43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية ـ الصينية والقمة العربية ـ الصينية التي أقيمت في الرياض.
وفي 19 مايو عام 2023 زار صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد المملكة لترؤس وفد الكويت في القمة العربية التي عقدت في مدينة جدة، كما زارها في 19 يوليو للمشاركة في اللقاء التشاوري الـ 18 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى.
وفي 20 أكتوبر عام 2023 زار صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد المملكة لترؤس وفد الكويت في القمة الخليجية مع رابطة آسيان التي أقيمت في مدينة الرياض، كما زارها في 11 نوفمبر الماضي، حيث ترأس وفد الكويت في القمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض.
وكان سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد قد زار المملكة في يناير 2021 لترؤس وفد الكويت في اجتماع مجلس التعاون الخليجي، وسبقتها زيارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الكويت في ديسمبر عام 2016.
في موازاة ذلك، تبادل المسؤولون في البلدين الزيارات الأخوية للتنسيق المشترك بشأن مختلف القضايا، حيث زار وزير الخارجية السابق الشيخ سالم العبدالله الرياض في يونيو 2022، كما زار وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الكويت في فبراير عام 2023 فيما زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السابق الشيخ أحمد الفهد المملكة في أكتوبر الماضي. وكان سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء السابق قد زار المملكة في سبتمبر 2022 في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه تأكيدا على أهمية المملكة للكويت ومتانة علاقاتهما.
وتجسدت الروابط الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين في أبهى صورها في الموقف السعودي المساند لدولة الكويت والمدافع عن شرعيتها واستقلالها أثناء الغزو العراقي عام 1990 واستقبال المملكة للقيادة السياسية والحكومة وللشعب على أراضيها وتقديم المساعدة بكل أشكالها ومساهمتها الفاعلة في تأسيس تحالف الدول المشاركة بتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
ولم تأل الكويت جهدا في تأييد السعودية في كل الصعد والتضامن التام معها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها انطلاقا من الروابط التاريخية الوثيقة ووحدة المصير وإيمانها التام بأن أمن المملكة واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن الكويت.
وتعززت العلاقات الأخوية باتفاقيات عدة في مختلف المجالات منها الإعلامية والثقافية والاقتصادية وخدمات النقل الجوي والعمل على تسهيل التنقل لمواطني البلدين وانسياب البضائع التجارية عبر الحدود، إضافة إلى مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات عدة والتي كانت تسبقها دائما اجتماعات تنسيقية وتشاورية بين الجانبين، إضافة إلى مشاركة البلدين في الفعاليات المشتركة.
ويشمل التعاون بين الكويت والمملكة المجال الاقتصادي لاسيما التنسيق فيما يتعلق بسياسة البلدين النفطية لتعزيز الاستقرار في الأسواق النفطية باعتبارهما من أكبر المنتجين للنفط في العالم، كما أن الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين البلدين ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي أدت إلى نمو ورواج حركة الواردات بينهما بمعدلات شبه مستقرة.
وفي 11 ديسمبر من عام 2022 وقعت الكويت والسعودية مذكرة تفاهم لتطوير «حقل الدرة» تهدف إلى إنتاج الغاز غير المصاحب بكميات إجمالية تعادل نحو مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا و84 ألف برميل يوميا من الغاز المسال.
وفي 26 سبتمبر عام 2023 أعلن مجلس الوزراء السعودي الموافقة على اتفاقية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة دولة الكويت بشأن مشروع الربط السككي بين البلدين.
وهناك تعاون كويتي ـ سعودي في مجال النقل والمواصلات، حيث وقعت شركة الخطوط الجوية الكويتية في 14 مايو 2023 اتفاقية الرمز المشترك مع الخطوط الجوية العربية السعودية، بهدف تعزيز الشراكة الثنائية والاتفاق على التوسع بجميع أنواع التعاون بين الجانبين، وتقديم خدمات أكثر تنافسية وفعالية من حيث التكلفة وتعزيز العلاقة التجارية.
وعلى الصعيد البرلماني، فإن التعاون بين مجلس الأمة الكويتي والشورى السعودي متنامٍ على الدوام عبر لجنة الصداقة المشتركة وتبادل الزيارات والتنسيق المستمر في المحافل الدولية بشأن مجمل القضايا الإقليمية والعربية والدولية.
وفي مايو عام 2023، زار وفد سعودي الكويت للتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والتصدي لكل أنواع التهريب والتسلل عبر المنافذ الحدودية المشتركة بما يحقق الأمن والاستقرار للبلدين.
وفي مجال التعاون السياحي والديني، زار وفد من الهيئة السعودية للسياحة الكويت في سبتمبر 2022 للترويج للوجهات السياحية في المملكة وبحث فرص التعاون والعمل المشترك فيما شغلت الكويت 75 رحلة في يونيو 2023 خلال موسم الحج لنقل تسعة آلاف حاج إلى بيت الله الحرام عبر خمس شركات طيران كويتية وسعودية.
ولطالما مثلت العلاقات الكويتية ـ السعودية نموذجا استثنائيا وفريدا للعلاقات المبنية على أسس صلبة ترتكز على الروابط الأخوية التاريخية بين القيادتين والشعبين الشقيقين ووشائج القربى والمودة والمصير المشترك.