بيروت - عامر زين الدين
لبنان بين عاصفتين، الأولى حربية وتتجمع رياحها على الحدود الجنوبية، مع ما تحمله من تهديدات جدية بتحويلها الى عسكرية بامتياز، تتجاوز الستاتيكو السائد منذ فترة، والثانية قطبية تضرب من جديد بمسمى «حيان» أمطارا وثلوجا، وتحولت الى مدمرة في منطقتين اساسيتين من جبل لبنان، وهما الاوتوستراد العربي الذي فرضت ظروف الطبيعة والانهيارات الترابية تحويل مساره عبر المتن الاعلى شمالا، ومنطقة جبلية في سرجبال الشوف أزيد من 150 الف مترا تنزلق وتمشي مع النهر الجارف وهددت بانقطاع الطريق الرئيسي بين الشوف وساحله والبيوت المأهولة المتاخمة.
فبينما ينتظر اللبنانيون اقتراحات الموفدين الدوليين بخصوص التحديد او الترسيم العازل بين الخط الازرق الحدودي ونهر الليطاني، لتجنب وقوع الحرب وتفادي الدمار، تكفلت الطبيعة بتحديد مسار جديد بين بيروت ودمشق يمر عبر المتن الاعلى وبلدة ترشيش بدلا من ظهر البيدر، لتؤكد على قانون قديم لحظ الاوتوستراد بين وادي بيروت والوادي الفاصل بين المتنين الشمالي والجنوبي وصولا الى العمق السوري.
وفي هذا السياق، كشف نائب المتن هادي ابو الحسن لـ«الأنباء» عن القيام بتحرك في غضون اليومين المقبلين باتجاه المعنيين، من أجل اعادة تحريك مشروع العام 1920، في اطار البحث في الانماء المتوازن، قائلا: كمية المتساقطات تسببت بتصدع الطريق الرئيسي على ظهر البيدر للاوتوستراد والنفق المتقطع وبانهيارات، فرضت تحويل السير عبر منطقة المتن. لكن المشكلة تكمن في ان طريق القضاء غير مجهز لمرور الشاحنات الثقيلة عليه ويحتاج الى تأهيل، ناهيك عن هشاشة البنى التحتية على نحو عام.
وتابع: من هنا كانت مطالبتنا في المجلس النيابي زيادة اعتمادات وزارة الاشغال التي تعنى بالطرق والبنى التحتية، كي تبادر للقيام بالاشغال الملحة ومنها طرقات المتن الاعلى، واننا اذ نجدد المطالب لصالح الوزارة وافادتها من الاحتياط في الموازنة، ندعو للعمل السريع وتوفير الحل الجذري، من خلال مشروع الطريق السريع بين بيروت والبقاع والعمق العربي.
واذا كانت العاصفة الأولى «دانييلا» نتج عنها تفسخات أرضية، انتظر ابناء الشوف انقشاع الرؤية لتلمس حجم الخطر الناجم عن الارض التي تنزلق باتجاه النهر في سرجبال، جاءت «حيان» ضمن العواصف الهوجاء التي تطارد اللبنانيين وتقض مضاجعهم، لتؤكد المؤكد بأن المياه هي السبب الرئيسي وراء الصراع، العسكري حول الليطاني ومع الطبيعة في سرجبال.
وقال رئيس بلدية سرجبال انطوان ابو رجيلي لـ«الأنباء»، ان مساحة المنطقة التي تنزلق باتجاه النهر بسبب المياه التي تعمل على جرف اسفل الجبل ليصبح خاليا فيتحرك من الاعلى بنحو 150 الف مترا، مع ما يتواجد عليه من طريق رئيسي ومجموعة من المنازل، عدا منطقة الاشغال التي جرت قبل نحو 3 سنوات وتقاطع الطرق، وقد باتت جميعها بحكم المهددة بالانزلاق، وان كان الخطر الاكبر على المنازل بمحاذاة الطريق على مسافة نحو 50 مترا.
واضاف:«باختصار الجبل يسير على وقع النهر والتفسخات واضحة والامر يتطلب التدخل السريع من المعنيين والمهندسين، لايجاد الحلول المناسبة قبل الكارثة».