بعد الضربات المؤلمة التي تلقاها خلال الفترة الماضية، إثر مقتل بعض من كبار ضباطه في سورية بغارات إسرائيلية، قرر الحرس الثوري الإيراني سحب عدد من كبار مسؤوليه ومستشاريه، وفقا لما أوردته وسائل إعلام عديدة. وبحسب ما كشفت مصادر فإن الحرس قلص بالفعل انتشار كبار ضباطه على الأراضي السورية. وأوضحت أن تلك الخطوة أتت جزئيا بسبب سعي إيران لتفادي الانجرار مباشرة في الصراع المحتدم بالشرق الأوسط منذ تفجر الحرب الإسرائيلية على غزة، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وذكرت 3 من المصادر أنه في الوقت الذي يطالب فيه المحافظون في طهران بالانتقام، فإن قرار إيران سحب كبار ضباطها يرجع جزئيا إلى رغبتها في تجنب الانجرار مباشرة إلى صراع محتدم في الشرق الأوسط.
وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير أطلعته طهران على إفادة، إن كبار القادة الإيرانيين غادروا سورية مع عشرات من الضباط متوسطي الرتب، ووصف ذلك بأنه تقليص للوجود.
رغم ذلك، أكدت المصادر أن إيران لا تنوي الانسحاب كليا من سورية، إلا أن خطوتها هذه تأتي على ما يبدو في إطار إعادة التفكير والبحث في أفق الصراع وكيفية توسعه منذ السابع من أكتوبر الماضي، يوم الهجوم المباغت الذي نفذته حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.
وذكرت أن الحرس الثوري سيبقى حاضرا في المشهد السوري، على أن يدير ويوجه تلك العمليات عن بعد عبر مساعدة حزب الله اللبناني.
أما فيما يتعلق بالقوات الإيرانية أو المستشارين الذين ما زالوا داخل سورية، فكشف مسؤول إقليمي مقرب من إيران عن أنهم تركوا مكاتبهم ومراكزهم واختفوا عن الأنظار، مقللين من تحركاتهم إلى أقصى الحدود.
لكن قناة «الميادين» المدعومة من قبل طهران نقلت عن مصادر وصفتها بـ «الموثوقة» نفت تلك المعلومات. ووفق هذه المصادر فإن ما طلب من المستشارين الإيرانيين هو التواجد في سورية من دون اصطحاب عائلاتهم معهم.