تجمع آلاف من المتظاهرين أمس خارج مبنى البرلمان وسط برلين لمعارضة العنصرية وسياسات اليمين المتطرف ضمن العديد من المسيرات السلمية في جميع أنحاء البلاد.
واكتظت الساحة بالناس منتصف النهار واستمر هؤلاء في الوصول، وهتف المشاركون: «كلنا ضد الفاشية!»، بينما قام المنظمون وهم من حركة «يد بيد» ببث التحرك مباشرة عبر موقع يوتيوب. وتضم حركة «يد بيد» أكثر من 1500 منظمة من بينها منظمة «فرايدي فور فيوتشور» وتحالف المواطنين «كامباكت».
ونقلت إذاعة «آر بي بي» عن الشرطة، أن عدد المشاركين بلغ نحو 100 ألف شخص، بينما أعلنت وكالات إنفاذ القانون، أنها نشرت 700 ضابط شرطة في الموقع.
وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس في منشور على «اكس»، أنه «سواء في آيزناخ أو هامبورغ أو برلين: بالمدن الصغيرة والكبيرة في جميع أنحاء البلاد، تجمع العديد من المواطنين للتظاهر ضد النسيان وضد الكراهية والتحريض على الكراهية» واصفا ذلك بـ «إشارة قوية للديموقراطية ودستورنا».
وخرجت مئات التظاهرات بكل أنحاء ألمانيا في الأسابيع الماضية ضد حزب «البديل من أجل ألمانيا»، المتهم بأنه يشكل خطرا على الديموقراطية.
وتعكس هذه التجمعات الحاشدة صدمة أثارها كشف مركز الأبحاث الاستقصائية «كوريكتيف» في 10 يناير الفائت اجتماعا نظمه يمينيون متطرفون في بوتسدام قرب برلين نوفمبر2023 ونوقش فيه مشروع لحملة طرد واسعة النطاق لأفراد أجانب أو من أصول أجنبية. ورغم موجة التظاهرات الكبيرة التي تشهدها البلاد ضد حزب «البديل من اجل ألمانيا» اليميني المتطرف، فإنها لم تؤثر على ما يبدو في حجم الدعم الذي يحظى به الحزب المناهض للهجرة في معقله.
وأكد أب لثلاثة أطفال عمره 37 عاما خارج متجر أن الحزب هو «الوحيد الذي سيقوم بتغيير أي شيء»، مضيفا «لسنوات، قمت بالتصويت لأحزاب اخرى. يتكلمون فقط وفي النهاية لا يقومون بشيء».
وردا على سؤال عما اذا كانت التعبئة المناهضة لحزب البديل غيرت آراءه، أجاب الرجل بأنها «أصبحت أقوى فقط».
ولا يعتقد هانس لوث (42 عاما) الذي يشغل منصب رئيس بلدية راغون-يسنيتس منذ سبتمبر الماضي أن موجة الاحتجاجات ستؤدي إلى إضعاف الدعم لحزب «البديل»، بل يرى أنها ستزيد من حالة الاستقطاب في المجتمع، مشيرا إلى أن الاحتجاجات «ستشجع الناس على اتخاذ المزيد من المواقف».