- الأيام ثلاثة: أمس وهو أجل.. واليوم وهو عمل.. وغداً وهو أمل
- «شعبان» البوابة التي تدخلنا إلى شهر رمضان الذي تفتّح فيه أبواب الجنة
- أين المشمرون عن السواعد؟ أين المشتاقون إلى لقاء الله؟ أين المشتاقون إلى الجنة؟
ساعات ويأتي شهر شعبان وهو شهر يغفل فيه كثير من الناس، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم». حول الاستعداد لشهر شعبان يحدّثنا الشيخ رائد الحزيمي:
كيف يستعد المسلم لاستقبال شهر شعبان؟
٭ قال الله تعالى في سورة آل عمران: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) وقال تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، ومن رحمة الله أن أتانا شهر شعبان، شهر يسبق رمضان من خلاله يستعد المسلم ويهيئ نفسه لاستقبال هذا الشهر العظيم، فعلى المسلم الحريص أن يدخل رمضان بهمة عالية أن يبدأ في شعبان بتلاوة القرآن وأن يصوم أيامه ويقوم لياليه، وأن يعوِّد نفسه على الصدقات وصلة الأرحام، وأن يحافظ على الأذكار والعبادات القلبية، فمن الخسارة كل الخسارة أن نعـلم ان: بـ «سبحان الله وبحمده» مائة مرة في اليوم تُمحى خطايانا ولو كانت مثل زبد البحر، لكننا قد لا نرددها كأننا بلا خطايا.
ما أحب الأعمال في شهر شعبان؟
٭ في هذا الشهر حرص السلف الصالح على أن يخرجوا زكاة أموالهم فيه ليستعد الفقير ويشتري حاجته لرمضان، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: «كان المسلمون إذا دخل شعبان أخرجوا زكاة أموالهم تقوية لضعيفهم على الصوم. ففي هذا الشهر تفتح الخيرات وتنزل فيه البركات وتترك فيه الخطيئات وتكفَّر فيه السيئات، فينبغي لكل مؤمن لبيب ألا يغفل في هذا الشهر بل يتأهب فيه لاستقبال شهر رمضان، بالتطهر من الذنوب والتوبة عما فات وسلف فيما مضى من الأيام، فيتضرع إلى الله تعالى ويقبل عليه في شهر شعبان، ولا يسوِّف ولا يؤخِّر ذلك إلى غده، لأن الأيام ثلاثة: أمس وهو أجل، واليوم وهو عمل، وغدا وهو أمل، فلا تدري هل تبلغه أم لا؟ فأمس موعظة واليوم غنيمة وغدا مخاطرة، وكذلك الشهور ثلاثة: رجب فقد مضى وذهب ورمضان وهو منتظر لا ندري هل نعيش إلى إدراكه أم لا؟ وشعبان وهو واسطة بين شهرين فليغتنم الطاعة فيه.
فإن شهر شعبان بمنزلة البوابة التي تدخلنا إلى شهر رمضان، ولأن رمضان هو شهر تفتح فيه أبواب الجنة كما أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين».
وبماذا تطالب المسلمين؟
٭ أقول لهم اطرقوا أبواب الجنان وأقول أين المشمرون عن السواعد؟ أين المشتاقون إلى لقاء الله؟ أين المشتاقون إلى الجنة؟ هاهي الجنة تنادي: أنا أصبحت عند أبوابكم، ففي شهر شعبان مجال طرق الأبواب بوسائل الطرق المتاحة كلها، فبادروا بالتوبة والاستغفار والإنابة الى الله، واطرقوا أبواب الجنان بالتضرع والوقوف على أعتاب بابه مرددين: «لن نترك بابك حتى تغفر لنا» واطرقوا أبواب الجنان بالصيام والقيام والصلاة بالليل والناس نيام، وبالطاعات والقربات وبالإلحاح في الدعاء.
كيف تكون التهيئة الإيمانية التعبدية؟
٭ بالتوبة الصادقة والإقلاع عن الذنوب والمعاصي وترك المنكرات وفتح صفحة جديدة مع الله، والإكثار من الدعاء ومن الصوم في شعبان استعدادا للقدوم المبارك والعيش في رحاب القرآن الكريم وتذوُّق حلاوة قيام الليل وحلاوة الذكر.
وماذا عن التهيئة العلمية والدعوية والأسرية؟
٭ بقراءة أحكام فقه الصيام ومعرفة تفاصيل كل ما يتعلق بالصوم وأسراره وتفسير آيات الصيام وقراءة بعض كتب الرقائق التي تعين على تهيئة النفس والاستماع الى محاضرات العلماء حول استقبال رمضان ومراجعة ما تم حفظه من القرآن الكريم، أما التهيئة الدعوية فتكون بإعداد بعض الخواطر والدروس والمحاضرات والخطب الرمضانية للقيام بواجب الدعوة الى الله خلال الشهر الكريم، وكذلك حضور مجالس العلم والدروس المقامة في المساجد والعمل على تهيئة الآخرين سواء في العمل وفي الدراسة بكلمات قصيرة ترغبهم بها في طاعة الله مع إعداد هدية رمضان من الآن لتقديمها للناس تأليفا للقلوب وتحببا في طاعة الله.
أما التهيئة الأسرية فتكون من البيت من زوجة وأولاد لهذا الشهر الكريم وكيفية الاستعداد لهذا الضيف الكريم ووضع برنامج لذلك وعقد لقاء إيماني مع الأسرة يوميا بقدر المستطاع.