بيروت - منصور شعبان - داود رمال
بين المخاوف من اتساع نظاق التطورات الجنوبية، والترقب لمصير الملف الرئاسي، يمكن القول إن هذا الأسبوع هو أسبوع سعد الحريري الذي وصل بيروت مساء الأحد، لإحياء الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد والده رفيق الحريري غدا الأربعاء، ولن يخلو الأمر من مواقف سياسية مختلفة تنسجم مع طبيعة الذكرى، وكانت أولى زياراته الرسمية لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي.
وفور وصول الحريري اقيمت له مراسم الاستقبال الرسمية، ثم عقد الرئيسان اجتماعا في مكتب رئيس الحكومة.
ورحب ميقاتي بالحريري، وتمنى «ان تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من فبراير مناسبة جامعة تؤكد وحدة اللبنانيين في وجه الاخطار المحدقة بلبنان».
بعد ذلك أولم الرئيس ميقاتي تكريما للرئيس الحريري بمشاركة الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
ورد الحريري على سؤال إذا ما كان مستمرا في التزام الصمت: «بشوفكن بـ 14 شباط».
هذه المناسبة من شقين، الأول تاريخها والثاني كونها حملت معها عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان بعد غياب دام سنتين، وسط ترقب لقراره بالمكوث لأيام أو المغادرة فورا بعد احياء الذكرى على أمل اللقاء.
وفيما الاستعدادات متواصلة، في بيروت والمناطق، لإحياء ذكرى الرئيس الشهيد، قال مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ان الحريري الأب: «عمل لوحدة لبنان وكرامة الإنسان فيه وقدر سعد الحريري متابعة المسيرة».
وستبقى استقبالات واتصالات وزيارات الرئيس سعد الحريري محط أنظار، خصوصا مضامين الكلمة التي سيلقيها في الذكرى، ومن شأن ذلك أن يرسم خارطة تحركه في المرحلة المقبلة، خاصة لجهة وضع «تيار المستقبل» على سكة الانطلاق مجددا، بغية إثبات الوجود، عقب تعليق ترك فراغا واسعا ضمن «السيبة» السياسية المحلية.
والحال هذه، فإن الوضع في جنوب لبنان يبقى حجر الرحى، وبرز أمس إصابة مسؤول محلي في حزب الله بجروح جراء استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة كان يستقلها بصاروخ جو - أرض وسط بلدة بنت جبيل في القطاع الأوسط من المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، حسب مصادر أمنية وطبية لبنانية.
وقالت المصادر الأمنية اللبنانية إن مسيرة إسرائيلية لاحقت سيارة كانت تسير عند أطراف بلدة بنت جبيل ولدى وصولها إلى محاذاة مستشفى بنت جبيل الحكومي أطلقت المسيرة باتجاهها صاروخ جو - أرض أدى إلى إعطابها واصابة شخص بداخلها بجروح خطيرة نقل على اثرها إلى أحد المستشفيات في المنطقة الحدودية.
وفي غضون ذلك، حصل اجتماع بين أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله والأمين العام لـ«حركة الجهاد الإسلامي» في فلسطين زياد نخال، تم خلاله بحسب بيان، عرض «لآخر المستجدات في قطاع غزة والضفة الغربية ميدانيا وشعبيا وسياسيا وأوضاع جبهات الدعم والمساندة التي يقدمها محور المقاومة في الساحات المختلفة، وتم التداول حول الاحتمالات القائمة والتطورات المتوقعة سواء على مستوى الميدان أو الاتصالات السياسية.»
أما وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب فقال، عقب لقائه سفيري فرنسا هيرفيه ماغرو واسبانيا خيسوس سانتوس اغوادو ان «استقرار الوضع في الجنوب هو الأولوية للبنان، والتطبيق الشامل والمتوازن للقرار 1701، ما يوقف الخروقات ويؤدي إلى انسحاب اسرائيل إلى الحدود المعترف بها دوليا، بما فيها مزارع شبعا هو المدخل لتحقيق الأمان.
وفي الغضون أثار ربط وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمن لبنان بأمن ايران خلال زيارته الأخيرة لبيروت، موجة من ردود الفعل المنتقدة.
وقد رأت كتلة «تجدد» النيابية في لقاءات عبداللهيان ومواقفه تأكيدا على أن «إيران لا تتعاطى مع لبنان كدولة مستقلة، بل كورقة تستثمرها لتعزيز نفوذها الإقليمي، بشكل مناقض لكل الأعراف في العلاقات بين الدول».
ولفتت الكتلة عبداللهيان إلى «أن الدولة اللبنانية حصرا هي المخولة دستوريا ان تقرر طبيعة الترتيبات في الجنوب، تماهيا مع قرارات الشرعية الدولية، وليس أي حزب أو فئة. كما نلفته إلى أن معادلة أمن لبنان من أمن ايران، التي أطلقها في بيروت، ثبت أنها سياسة ايرانية دائمة ومرفوضة، استباحت لبنان تحت شعار وحدة الساحات».
وأكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم أن «هناك طرفا يسعى إلى قبض ثمن القرار 1701 بمقايضة ما، إلا أن منطق التسويات انتهى».
وقال في حديث لإذاعة «لبنان الحر» ضمن برنامج الجمهورية القوية: إن «عمل اللجنة الخماسية توقف حاليا والحوار الذي يدعو إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري استعراضي، والهدف منه القول إن الحل هو بالمقايضات»، وأعلن ان «لا مشكلة لدينا في الحوار مع حزب الله لكن حواره هو حوار الدويلة والمحاصصة، ومع القوات اللبنانية هذا الأمر (ما بيزبط) فنحن نريد الدولة والدستور والقانون».
بدوره، اعتبر «حزب الوطنيين الأحرار» أن تصريحات «وزير الخارجية الإيراني تعرض لبنان إلى المزيد من الضغوط في هذه المرحلة الشديدة التعقيد والدقة».
وسأل في بيان: «لماذا لا يحارب الوزير عبداللهيان إسرائيل من بلاده، عوضا عن طرح معادلاته الرامية إلى ربط لبنان بمسار الحرب على غزة، التي في جوهرها إمساك إيران بأوراق الحل والربط في المنطقة العربية، على حساب تدمير دولها وقتل وتهجير ابنائها؟».
من جهته، طالب «لقاء سيدة الجبل» في اجتماعه الأسبوعي: «بإنشاء تجمع لتنفيذ القرار 1701 الذي استند على اتفاق الطائف والدستور والقرارين 1559 و1680، لدفع الدولة اللبنانية إلى التفاوض وليس «حزب الله» وشركائه».