بيروت ـ منصور شعبان
المشهد في لبنان اليوم ليس كما كان قبله، فالرئيس سعد الحريري في بيروت ليحيي وسائر اللبنانيين الذكرى الـ 19 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري. لم يحدث أن استحوذت عودة الرئيس سعد الحريري على كل هذا الاهتمام كونها تأتي في لحظات حرجة يمر بها لبنان. وبيروت، كما كل المناطق، ستهدي اليوم ثواب الفاتحة لروح الرئيس الشهيد وأجراس الكنائس تدق النغم الحزين. صور الراحل رفيق الحريري انتشرت بكثافة في شوارع العاصمة والمدن والمناطق، داعية نجله سعد إلى العودة عن قرار تعليق عمل «تيار المستقبل» والمشاركة في الحياة السياسية، بعد غبن أصاب احد اهم مكونات المجتمع اللبناني. هذه المرة، تشكل العودة محطة من الممكن ان يبنى عليها في الأيام المقبلة على كل الصعد، بانتظار ما سيعلنه الرئيس سعد الحريري في كلمته للمناسبة اليوم، مع اكتمال الاستعدادات والتحضيرات، وسط طقس يتوقع ان يكون ممطرا مع ثلوج على المرتفعات التي تزيد على 1700، بحسب الأرصاد الجوية.
وإلى «بيت الوسط»، حيث يقيم سعد الحريري في بيروت، تهافت الزوار، وكان أبرزهم، محليا، الرئيس السابق لـ «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، والمفتي عبداللطيف دريان، وديبلوماسيا السفيرة الأميركية ليزا جونسون التي وصفت اللقاء بأنه «ممتاز».
ولفت تعليق للرئيس الحريري عندما طلب منه الرئيس نجيب ميقاتي تكثيف حضوره في بيروت لدى استقباله أمس الأول بقوله «كل شي بوقتو حلو».
وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» أمس بأنه منذ ساعات الصباح تقاطرت الوفود الرسمية والشعبية إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت قبل يوم من احياء ذكرى 14 شباط.
وحضر إلى الضريح وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي الذي وضع اكليلا من الزهر وقرأ الفاتحة، في حضور الامين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري ووفد من كشافة المستقبل ومنسقي المناطق في التيار ورئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية.
كما حضر وفد كبير من دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان. وزار رئيس حكومة تصريف الأعمال برفقة أمين عام مجلس الوزراء محمود مكية، ضريح الحريري ورفاقه، في وسط بيروت. وأكد «اننا نقتدي كلنا بالرسالة التي تركها الحريري، وهي رسالة الحفاظ على هذا البلد، والتمسك بالثوابت الأساسية والعيش المشترك، ومستمرون في رسالته».
وكتب الرئيس تمام سلام عبر منصة «إكس»: «في الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، نستعيد الايام الخوالي التي نعم فيها لبنان بالإنجازات والمشاريع الواعدة بهمة وجهود استثنائية لهامة وطنية تجسدت بطموح واحلام رفيق الحريري الرجل الظاهرة، والتي تركت آثارها مع اجيال المستقبل في الميادين كافة. ان لبنان يفتقد اليوم اكثر من اي وقت مضى وفي ظل الانهيار المتمادي حكمة وقيادة رفيق الحريري لانتشاله من كبوته ووضعه على سكة التعافي والنهوض».
وأكد النائب وليد البعريني عشية الذكرى أن «أهالي عكار يرغبون في النزول إلى بيروت لزيارة ضريح الشهيد حتى من دون توجيه الدعوة إليهم»، متوقعا أن تكون هناك «مشاركة كبيرة». وأعلن في حديث إلى إذاعة «صوت كل لبنان» أن «تكتل الاعتدال الوطني سيعقد اجتماعا مع الرئيس سعد الحريري بعد ظهر يوم الخميس»، مؤكدا أنهم سيطلبون منه «البقاء في لبنان كونه حاجة وطنية، فضلا عن التراجع عن تعليق عمله السياسي والعودة إلى نشاطه».
وكشف عن أن «الحريري سيبقى أسبوعا في لبنان»، آملا في أن «يخبئ لهم مفاجأة، لأن الجميع يطلبون منه البقاء في الوطن».
وكتب الأمين العام لاتحاد المصارف العربية د.وسام فتوح، في الذكرى الـ 19 لغياب الرئيس رفيق الحريري، عبر منصة «اكس»: «نحن كأبناء بيروت العاصمة وكسائر اللبنانيين نفتقد إنجازات رجل الإنماء والإعمار الشهيد رفيق الحريري، وحضوره الذي كان ليمنع انهيار لبنان، وكان سيحقق حلمه بتحويله إلى مركز مالي وتعليمي واستشفائي وسياحي للدول العربية والعالم».
من جهتها، قالت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا إنه «سنة بعد سنة، يستشعر اللبنانيون فداحة الخسارة وهول الجريمة التي اغتالت حلمهم وقتلت آمالهم وأدخلت لبنان في نفق مظلم طويل». وأضافت في بيان «لا يكاد يمر يوم دون أن يذكر الناس الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رجل الإنماء والإعمار، والبر والإحسان، والعلم والعمل. ينظر اللبنانيون بحسرة إلى الحال الذي وصلت إليه البلاد من أزمات ومحن واضطرابات». في الميدانيات الجنوبية، الوضع حاله من الغارات الإسرائيلية على المناطق المحاذية للحدود، ولفت نفي الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) أندريا تيننتي ما ذكرته تقارير إعلامية «زعمت أن القوة الدولية أبلغت الجيش اللبناني نقلا عن إسرائيل بأن مدينة النبطية برمتها باتت ضمن دائرة الاستهداف». وقال «اطلعت على هذه التقارير وبصراحة لست على علم بأي محادثة محددة بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل فيما يتعلق بما تم ذكره».