القاهرة - خديجة حمودة
عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قمة مصرية - تركية في القاهرة أمس، بحثا خلالها، دفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والعديد من الملفات والتحديات الإقليمية، خاصة وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع. ووقع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، على الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى بين مصر وتركيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي ان الرئيسان تباحثا حول العديد من الملفات والتحديات الإقليمية، خاصة وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع. وعقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا مشتركا في قصر الاتحادية.
من جهته، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي في قصر الاتحادية: أود في البداية أن أرحب بفخامة الرئيس التركي رجب طيب أروغان في أول زيارة له لمصر منذ أكثر من 10 سنوات لنفتح معا صفحة جديدة بين بلدينا بما يثري علاقتنا الثنائية ويضعها على مسارها الصحيح.
وأضاف الرئيس السيسي: أؤكد اعتزازنا وتقديرنا لعلاقتنا التاريخية مع تركيا والإرث الحضاري والثقافي المشترك بيننا. وتابع: إن التواصل الشعبي بين مصر وتركيا استمر خلال السنوات الـ 10 الماضية، كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية نموا مطردا خلال تلك الفترة.
وأضاف الرئيس السيسي: إن مصر حاليا الشريك التجاري الأول في أفريقيا، كما ان تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية، وقد أثبتت التجربة الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال في البلدين وبالتالي سنسعى معا إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة وتعزيز الاستثمارات المشتركة وفتح مجالات جديدة للتعاون. وتابع: إن هناك اهتماما بتعزيز التنسيق المشترك بين مصر وتركيا والاستفادة من موقع الدولتين كمركزي ثقل في المنطقة بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار وتوفير بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية، حيث تواجه الدولتان العديد من التحديات المشتركة مثل خطر الإرهاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة.
وأعرب الرئيس المصري عن «اعتزازنا بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا.. من أجل النفاذ السريع.. لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في قطاع غزة أخذا في الاعتبار ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق.. على دخول تلك المساعدات مما يتسبب في دخول شاحنات المساعدات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع».
وأضاف: لقد توافقت والرئيس أردوغان خلال المباحثات على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع بشكل فوري وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية.. حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة.. وصولا إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وتطرق الرئيس السيسي إلى الملف الليبي قائلا: أكدنا ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية.. وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، ونقدر أن نجاحنا في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا سيمثل نموذجا يحتذى، حيث ان دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها.
ورحب الرئيس السيسي بالتهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط، مؤكدا التطلع للبناء عليها وصولا إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة ليتسنى لنا جميعا التعاون لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة بها.
وأضاف: كما أكدنا خلال المباحثات اهتمامنا المشترك بالتعاون في أفريقيا، والعمل على دعم مساعيها للتنمية، وتحقيق الاستقرار والازدهار.
وختم: «أتطلع لتلبية دعوة الرئيس أردوغان لزيارة تركيا في أبريل المقبل.. لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين في شتى المجالات بما يتناسب مع تاريخهما وإرثهما الحضاري المشترك».
من جهته، أعرب الرئيس التركي عن سعادته بزيارة مصر بعد 12 عاما، مقدما الشكر للرئيس السيسي قائلا: «أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي على حسن الاستضافة».
وقال أردوغان في المؤتمر: نتقاسم مع مصر تاريخا مشتركا ونريد ان نرتقي بعلاقتنا للمسار اللائق، مضيفا: عازمون على زيادة حجم استثماراتنا في مصر.
وأضاف: لقد وضعنا هدفا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي للوصول إلى التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار في أقرب وقت، مؤكدا «ان تركيا تسعى لتطوير العلاقات مع مصر في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم والثقافة».
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ما يحدث في قطاع غزة تصدر النقاشات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، معربا عن تقديره لدعم الجهات المصرية في المساعدة في إيصال المساعدات إلى غزة.
ووقع الرئيسان على الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، كما شهدا توقيع عدة اتفاقيات تعاون بين البلدين.