واصلت محكمة العدل الدولية في لاهاي مقر المحكمة جلسات الاستماع، لبحث الآثار القانونية للاحتلال الإسرائيلي القائم منذ عام 1967، وقالت بريتوريا أمام المحكمة أمس إن إسرائيل تمارس شكلا «أكثر تطرفا» من الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية مما واجهته جنوب افريقيا قبل 1994.
وشدد سفير السعودية لدى هولندا، زياد العطية، في كلمته أمس أمام محكمة العدل الدولية على أنه لا تبرير للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف ان «الاحتلال الإسرائيلي المستمر أدى لأبشع النتائج»، مضيفا أن «هناك إجماعا دوليا على عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي». كما تابع أن «إسرائيل زادت من وتيرة الاستيطان وتتغاضى عن هجمات المستوطنين».
كذلك مضى قائلا إن «عدد المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وصل إلى 700 ألف». وتابع ان إسرائيل تشعر بأن لديها حصانة من القانون الدولي. كما لفت إلى أن «رفض إسرائيل حل الدولتين يؤكد نيتها حرمان الفلسطينيين من حقهم».
وشدد العطية على أن إسرائيل تحرم قطاع غزة من مقومات الحياة. وقال: «نرفض أي تبرير لقتل آلاف الأبرياء وتهجيرهم من غزة»، مضيفا ان القطاع «تحول إلى مكان للموت بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر».
كما تابع أن مسؤولين كبارا في إسرائيل يهددون علنا أهالي غزة بالقتل والإبادة.
من جهته، قال سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا: «نحن كمواطنين جنوب أفريقيين نحس ونرى ونسمع ونشعر في أعماقنا بالسياسات والممارسات التمييزية اللاإنسانية للنظام الإسرائيلي باعتبارها شكلا أكثر تطرفا من أشكال الفصل العنصري الذي تم إضفاء الطابع المؤسسي عليه ضد السود في بلدي».
وأضاف مادونسيلا في كلمته أمام محكمة العدل الدولية «من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني يترافق أيضا مع فصل عنصري.. بما لا يختلف عن الاستعمار الاستيطاني. يجب أن ينتهي الفصل العنصري الإسرائيلي».
وقال إن جنوب أفريقيا لديها «التزام خاص» بالتنديد بالفصل العنصري أينما وجد وضمان «وضع حد له على الفور».
واعتبر مادونسيلا أن «تردد المجتمع الدولي في مساءلة إسرائيل عن سياساتها وممارساتها وعدم قدرته على ضمان الانسحاب الفوري وغير المشروط والكامل للقوات الإسرائيلية والإنهاء الفوري للاحتلال الإسرائيلي والفصل العنصري في فلسطين يشجع إسرائيل على اجتياز عتبة جديدة وهي ارتكاب جريمة الجرائم، الإبادة الجماعية».
في الأثناء، فشل مجلس الأمن الدولي، في تبني مشروع القرار الجزائري الداعي إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة بعد استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو).
وحظي مشــــروع القرار، الذي يطالب «بوقف إنساني فوري لإطلاق النار ينبغي أن يحترمه جميع الأطراف»، بتأييد 13 عضوا في مجلس الأمن مقابل اعتراض عضو واحد وإحجام عضو آخر عن التصويت هو مندوب بريطانيا.
وقد أعربت المملكة العربية السعودية عن أسفها جراء استخدام «الڤيتو» ضد مشروع القرار الجزائري في مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة ومحيطها.
وأكدت «الخارجية» السعودية في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس) على أن «هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إصلاح مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين بمصداقية ودون ازدواجية في المعايير».
واضافت الوزارة «تحذر المملكة من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، وتصاعد العمليات العسكرية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين ولا تخدم أي جهود تدعو إلى الحوار والحل السلمي للقضية الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة».
من جهة أخرى، قال المتحدث باســـــــم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري ان المفاوضات بشأن صفقة تبادل جديدة للأسرى مستمرة رغم التحديات التي نواجهها.
وأضاف في مؤتمر صحافي ان الجهود القطرية مستمرة في الوساطة، ولاتزال الاتصالات جارية بين جميع الأطراف، مؤكدا ان الجانب الإنساني يحتل الأولوية في المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل جديدة.
وقال ان تفاقم الأوضاع الإنسانية وحجم الدمار في قطاع غزة غير مسبوق، وننظر بقلق شديد إلى واقع الأشقاء الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، ونطالب دائما بضرورة وصول المساعدات إلى كل أنحاء القطاع.
ورفض الأنصاري «بكل وضوح أي هجوم على رفح»، مؤكدا «لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة».
في الأثناء، وصل وفد من حركة حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية أمس إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين بشأن التهدئة مع إسرائيل.
وذكر مصدر مصري مطلع لوكالة أنباء «شينخوا» أن وفدا برئاسة رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية وصل إلى القاهرة.
وقالت الحركة في بيان مقتضب إن المباحثات ترتكز حول الأوضاع السياسية والميدانية في ظل «الحرب العدوانية على غزة والجهود المبذولة لوقف العدوان وإغاثة المواطنين وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني».
إلى ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي أمس تعليقا جديدا لتوزيع المساعدات في شمال قطاع غزة على خلفية «الفوضى والعنف».
وقال برنامج الأغذية العالمي «لم يتخذ قرار تعليق الشحنات إلى شمال قطاع غزة بسهولة، لأننا نعلم أن ذلك يعني أن الوضع على الأرض سيتدهور أكثر وأن عددا أكبر من الأشخاص مهدد بالموت جوعا».
في الميدانيات، استهدفت ضربات إسرائيلية جديدة أمس قطاع غزة حيث لا يزال الوضع الإنساني كارثيا خصوصا في مدينة رفح المهددة بهجوم إسرائيلي، حيث يحتشد نحو مليون ونصف مليون فلسطيني. وليل أمس الاول، خلف القصف الإسرائيلي أكثر من 100 قتيل حسبما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. واستهدفت ضربات مدينة خان يونس على بعد بضعة كيلومترات شمال رفح، بحسب وكالة فرانس برس.
وأكد المكتب الإعلامي التابع لحماس «عشرات الغارات الجوية وقصفا مدفعيا مكثفا» خصوصا على خان يونس وحي الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة ومخيم النصيرات ودير البلح.
وتحدث شهود عن «اشتباكات عنيفة تركزت على محاور التوغل بخان يونس وشمال شرق رفح وجنوب وشرق حي الزيتون».